أظهرت دراسات حول تأثير القمر على الكائنات أن المحارات تتفتح تفتحا كاملًا عندما يكون القمر بدراً وأن السرطان يلقي عشبة صغيرة أو حجرًا حتى لاتستطيع المحارة غلق فمها مرة أخرى فتصبح فريسة له ووجبة دسمة.
كذلك من يفتح فمه بالحديث في كل مجال وكل موضوع يكون وجبة دسمة للآخرين وتحت رحمه من يستمع إليه.
قد تدمر الكلمة عاملاً أو موظفًا مجيداً
وقد تحفز كلمة موظفاً وتزيد من إنتاجيته
بذكر مزاياه.. ومهاراته في العمل أو بعض مواطن القوه في شخصيته فيدفعه ذلك إلى الإنجاز ومضاعفه العمل ليثبت دائمًا أنه فعلًا بهده المزايا والصفات التي ذكرت عنه وعززت فيه.
أظهرت أبحاث علمية أن الكلمة السيئة
قد تميت خلايا في الدماغ لا يمكنها مرة أخرى النمو مسببة عطلا في التفكير.
الكلمة لها تأثير أكبر من تأثير أي قوة أخرى فهي تلامس القلب والعقل وقد تفنيه.
تأثير الكلمات على عقولنا وانفعالاتنا قد تسبب نزفا مستمرًا و ألماً دائما من المعاناة والكآبة.
أما القوى الأخرى فقد تلامس الجسد فقط ويستطيع الإنسان تجاوزها.
فالكلمه الطيبة قد تحيي قلبًا وقد تبني قيما وقد تعيد بناء شتات و واقع جديد .. وتطهره من هموم وتغسل روحه من ألم نفسي
كالمطر أينما حلَّ اخضرت الأرض وربت وزانت
وترفع من طاقة الإنسان النفسية ليحلق كالطير الخفيف عاليا في سماء الإبداع والإنجاز.
يقول تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) [إبراهيم: 24-26].
فن انتقاء الكلمات من أهم الأمور التي تبنى بها العلاقات الإجتماعية /من قال أن العين تعشق قبل القلب أحيانًا /فكم من نساء جميلات تعشقهن العيون ، وينفر منهن القلب لفضاضة الأسلوب فالكلمات اللينة مفتاح القلوب المغلقة .
فكما قيل في الاثر تكلم حتى أراك ..
ويقول روبينز في القسم الخاص بمفردات النجاح أن اللغة شىء أساسي فالكلمات التي نصف بها تجربتنا تصبح هي تجربتنا بكل بساطة!
قد توثر الكلمات سلبًا عندما يطلق التاجر أو صاحب العمل النار على قدميه وخسر رجال أعمال بلمح البصر أعمالهم من جراء كلمات اطلقوها لم يقيموا لها وزنا ونذكر في ذلك مثال 〽〽〽〽
نكتة سخيفة خسرت صاحبها مليار دولار في 10 ثوانٍ؟
أحيانًا لا تحتاج لإتخاذ قرارات خاطئة أو تقديم منتجات ضعيفة أو افتقاد الرؤية ورفض التغيير حتى تخسر أموالك وتدمر شركتك، فكل ما تحتاجه هو أن تقول نكته سخيفة تسخر فيها من جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها!
لا تستغرب فهذا ما حدث بالفعل مع رجل الأعمال البريطاني “جيرالد راتنر” Gerald Ratner.
ورث “راتنر” عن والده في عام 1984 سلسة متاجر للمجوهرات، كانت تحقق سنويًا خسائر تقدر بقيمة 350 ألف جنيه إسترليني (459 ألف دولار أمريكي)، وفي خلال ست سنوات فقط، نجح في تحويل تلك المتاجر المتعثرة إلى إمبراطورية للذهب.
النمو شجع راتنر على شراء سلسلة متاجر منافسة مثل Jared و Kay Jewellers، وبذلك أصبح “راتنر” يستحوذ على 50% من السوق ويتربع على قمة عالم المجوهرات في بريطانيا.
السر وراء ذلك التحول هو إتباع راتنر استراتيجية تسويق مختلفة عن الوضع السائد في تلك الفترة، فبينما كانت معظم متاجر المجوهرات تقوم بتصنيع مجوهرات غالية الثمن وتستهدف العملاء الأثرياء فقط، قرر راتنر تصميم مجوهرات بتكلفة أقل لجذب العملاء من الطبقات الاجتماعية المختلفة (الطبقة المتوسطة والدنيا).
عاش راتنر حياة مليئة بالرغد والرفاهية، وكان كل شيء يسير على نحو جيد حتى يوم 23 أبريل 1991، حين قام راتنر بإطلاق النار على شركته في المؤتمر السنوي لمعهد المديرين في بريطانيا.
خلال المؤتمر ألقى راتنر خطابًا، وأثناء حديثه عن شركته أطلق بعض النكات الساخرة، فقال “شركة راتنرز لا تمثل الازدهار، ولا تمثل الجودة أيضاً” ثم أضاف “إن الناس يتساءلون كيف يمكن لنا أن نبيع طقماً من الأكواب الزجاجية المطلي بالفضة مقابل 4.95 جنيه إسترليني فقط، ولهؤلاء أقول نحن نبيعها بهذا السعر الرخيص لأنها ببساطة شيء رديء” ولم يتوقف راتنر عند هذا الحد بل ألقى نكتة ثالثة كانت كفيلة بتدمير الشركة نهائيًا، إذ قال “إننا نبيع زوجًا من الأقراط الذهبية مقابل أقل من واحد جنيه إسترليني، ويقول بعض الناس إنها أرخص من ساندويتش الجمبري! وأقول لهم إن ساندويتش الجمبري من المحتمل أن يعيش لفترة أطول من هذه الأقراط”.
ألقى راتنر تلك النكات على سبيل المزاح من أجل إضافة بعد الفكاهة لخطابه، ولم يدرك أن تلك النكات سوف تكون السبب في نهاية قصة نجاح متاجر راتنرز!
استمرت الصحف في نشر تلك النكات لعدة أيام متتالية، وفي غصون أيام انخفضت أسهم الشركة بمقدار 500 مليون جنيه إسترليني، وقاطع الناس محلات راتنرز، وتراجعت المبيعات بشكل كبير، ومهما حاول راتنر تقديم عروض وتخفيضات لم ينجح أي شيء في جذب العملاء من جديد، لذلك اضطر لإغلاق مئات المتاجر وتسريح عدد كبير من العاملين وبحلول نهاية عام 1991، انخفضت قيمة أسهم الشركة بنسبة 80٪.
في نوفمبر عام 1992، تم التخلي عن جيرالد راتنر كرئيس تنفيذي لمجموعة راتنرز، وقام ببيع أسهمه مقابل مبلغ زهيد وخرج بدون أي شيء.
اليوم في عالم التجاره هناك ما يسمى “تأثير راتنر” وهو مصطلح يطلق على أي رجل أعمال يقول أي شيء سلبي عن منتجه أو عملائه.
وتلك القصة تعلمك أن تفكر جيدًا قبل أن تتكلم مع عملائك مباشرة أو تنشر أنت أو موظفيك أي شيء على قنوات التواصل ما قد يضر بسمعة شركتك، لأن كلمة سلبية واحدة قد تسبب عواقب وخيمة.
الكلمات تخاطب الوجدان فالانسان كائن وجودي تحييه وتحفزه الكلمة.
لذلك أمر الله نبيه ألا يكون فظا غليظا.
وفِي هذا السياق أذكر قصة أسنان الملك
يروي أن ملكاً رأی حلمًا في منامه بأن (كل أسنانه تكسرت وسقطت)
فأتى أحد مفسري الأحلام وقص عليه رؤياه
فقال المفسر: أمتأكد انت؟؟…… فقال الملك :نعم
فقال له : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تفسير رؤياك أن كل أهلك يموتون أمامك فتغير وجه الملك وسجن الرجل على الفور
و أتی بمفسر آخر وقال له نفس الكلام وأيضا أمر به إلى السجن
وجيء له بمفسر ثالث, وقص الملك عليه رؤیاه
فقال المفسر: أمتأكد أیها الملك أنك حلمت بهذا ؟؟؟
مبرووك لك مبرووك أيها الملك
فقال الملك مستغربا: لماذا؟؟!!
فقال المفسر مسرورا: تأويل رؤياك انك ستكون أطول أهلك عمراً
فقال الملك مستغربا: أمتأكد انت؟؟
قال: بلى
سر الملك وأهداه هدية…
سبحان الله لو كان أطول أهله عمراً, أليس من الطبيعي أن أهله سيموتون قبله؟!! ولكن انظروا إلى مخرجات الكلام وكيف تخرج!!
نعم إنه سحر قوة وتأثير الكلمة في الوجدان البشري.
هناك أناس تعلموا حنكة الحديث و أسرار سحر الكلمات ولكنهم للأسف أسرو بها الناس لتظليلهم عن الحقيقة والواقع…
نعم إنها الكلمات تحمل الخير والشر في داخلها.
وعليه فانه يجب علينا استخدامها في الخير دائما.
رقية بنت عديم الفورية