
عمّان، في 24 أغسطس/ العمانية/ يوقظ الكاتب الأردني زياد محافظة في روايته الأخيرة
“سيدة أيلول”، الحزن الأنثوي من غفوته العميقة، ويضيء مساحاته الشاسعة، داعياً
القارئ ليتذوق مع بطلة الرواية من طبق المرارة والخيبات، ويشاركها تفاصيل يومياتها
المعقّدة والمتشابكة، ويرافقها في هروبها المتواصل وهي تتوارى عن أنظار الحياة التي
تترصدها وتفتح لها في كل مرة جرحاً جديداً، دون أن تتيح لها الوقت الكافي لتخيط
جراحها التي نزفت على امتداد السرد.
ورغم الوجع الإنساني المنصهر في ثنايا النص، وألم الفقد والخوف والانكسار، تعاود
البطلة النهوض في كل مرة، وتمضي غير عابئة بالانهيارات التي ألمّت بها، على أمل أن
تتخلى الحياة يوماً عن قسوتها وبشاعتها فتتركها تكمل ما تبقّى من حياتها براحة وهدوء.
وتمثل الأنثى التي تسرج عربة السرد في الرواية، صورة المدينة والحكاية والحلم،
والرهان على غد أفضل، في أزمنة وأمكنة تسيدت فيها الحروب والحرائق والأوجاع
وملأت المشهدَ برمته.
من أجواء الرواية: “عرقلتني الحياة كثيراً، لكني عاودت النهوض من جديد، وعشت في
دوامة اقتلعت كل ما يقف في طريقها، قد يأتي يوم وأسرد لك حكايتي إن كان بها شيء
يستحق السرد، لكن حتى يأتي ذاك النهار، أريدك أن تعرف أني لست نادمة على شيء،
كل معاركي مع الأمس كنت فيها الطرف الخاسر، قدري أن أكون كالظل، يطول ويقصر
دون إرادته، لكن سرعان ما تختفي قسماته عند كل غروب. اليوم أظن أنني أستحق ولو
مرة واحدة في حياتي، أن تشرق الشمس من أجلي”.
ووفقاً لمحافظة، فإن الرسالة التي يحملها الروائي، لا بد أن تكون “واضحة، وجارحة
أيضاً”، وأن الترميز “لم يعد يجدي إذا أردنا الوقوف في وجه العبث الذي نعشيه”. ويؤكد
أن خيال الروائي مهما جنح نحو الغرائبية أو الأفكار المجنونة، سيجد أن الواقع المغلوب
على أمره قد تفوق عليه، وسبقه بأشواط كثيرة.
يشار إلى أن محافظة أصدر سابقاً رواية: “حيث يسكن الجنرال” التي تمثل بحثاً عميقاً في
فكرة الوطن والمصير والخلاص، و”نزلاء العتمة” التي نالت جائزة أفضل رواية عربية
في معرض الشارقة الدولي للكتاب (2015) وتدور أحداثها حول موضوع الموت وأسئلته
الكبرى، و”أفرهول” التي تتخذ مدينة عمّان دور البطولة فيها؛ و”بالأمس كنت هناك”،
و”أنا وجدّي وأفيرام”، و”يوم خذلتني الفراشات” التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة
لجائزة الشيخ زايد للكتاب (2012).
/العمانية /174