1.jpg)
باريس، في 24 أغسطس/ العمانية/ يعدّ الرسام الإسباني “بابلو بيكاسو” الذي وقّع أكثر
من 700 ألف عمل، واحداً من عمالقة الفن الحديث. وهو ابن رسام وأستاذ في الرسم
اكتشف ممارسة الفن منذ نعومة أظفاره ، فرسم لوحته الأولى وهو في الثامنة من العمر،
والتحق بهيئة الفنون الجميلة في برشلونة.
غير أن وصول “بيكاسو” إلى باريس في عام 1900 مثّل منعطفاً حقيقياً في مسيرته
الفنية، حيث أدرك أهمية فنه في المجتمع الذي يحيط به. وفي تلك الفترة، قرر الابتعاد
شيئاً ما عن النظم الكلاسيكية، والإلمام بتيارات أخرى للرسم ميزت بداية القرن العشرين،
مثل السريالية والانطباعية والفن الحديث.
وقد تطور المشوار المهني لبيكاسو وفقاً لمراحل تحمل كلّ منها لوناً خاصاً ومميزاً
لشعور الفنان في وقت محدد من حياته. فعلى سبيل المثال، بدأت الفترة الزرقاء الممتدة
بين عامي 1901 و1903 بعد انتحار صديقه، وعالجت مفاهيم الشيخوخة والموت والفقر.
وجسّد لقاء الفنان مع زوجته الأولى بداية المرحلة الوردية، خاصة العاطفية منها.
وفي يناير 1937، كان “بيكاسو” يجهل تماماً موضوع لوحته المقبلة التي كلفه بها الجناح
الإسباني في المعرض العالمي بباريس قبل أن تحدث مأساة غير مسبوقة في بلدة صغيرة
في إقليم الباسك. ففي يوم 26 إبريل من ذلك العام، قام الطيران العسكري الألماني
بمساعدة الفاشيين الإيطاليين بقصف مدينة “جيرنيكا” الإسبانية، مخلفاً أكثر من 800 قتيل
من الأبرياء. فثارت ثائرة الفنان الذي قرر إنجاز لوحة باسم البلدة المقصوفة، وأراد لها
أن تكون عملاً تاريخياً يجسد انعكاساً لعالم جديد هو عالمه الشخصي.
وقد أعيدت لوحة “جيرنيكا” إلى إسبانيا في يوم 10 سبتمبر 1981 تلبية لرغبة “بيكاسو”
الذي أوصى بإرجاعها إلى بلده الأصلي حالما يصبح “دولة ديمقراطية حقيقية” على حد
تعبيره.
/العمانية /