
عمّان، في 24 أغسطس/ العمانية/ يتناول الشاعر د.راشد عيسى في كتابه “الباشق
الذهبي”، التجربة الشعرية لمحمود درويش وتجلياتها.
ويكشف الكتاب الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر، أسباب نجومية درويش الذي
أصبح أيقونة يحتفل بها الفلسطينيون وتجسيداً لقيمة ثقافية حضارية يقاومون بها أشكال
الاستلاب.
ويتوقف عيسى عند السمات التي تكونت منها شخصية درويش، مثل استقلاليته ووسامته،
وجماليات الإلقاء والبيئات الحاضنة، وحضوره إعلامياً وناثراً. كما يفرد صفحات من
كتابه للحديث عن الطرز المعمارية في تشكيل قصيدة درويش.
ويقدم الناقد في الفصل الأول رؤى تحليلية لأسباب الشهرة التي نالها درويش، والأسانيد
التي دعمت صوته الإبداعي ليكون عالمياً. ويدرس مجموعة من الخصوصيات الفنية،
كالغنائية العذبة، والفاعلية اللغوية، والمهرجانات البلاغية، وتنامي الرؤى، وخصب
الاستدعاءات التراثية والميثولوجية، وتنوع التشكيل المعماري.
ويضم الفصل الثاني بحثين علميين؛ الأول “تحولات متفاعلن في شعر درويش”، والذي
يكشف فيه الناقد عن أن (متفاعلن) أوسع تفعيلة استخدمها درويش في شعره، لدرجة أنه
كتب مجموعات كاملة وفق هذه التفعيلة التي سجلت أعلى مرونة وقيمة موسيقية بين
تفاعيل الشعر العربي.
أما البحث الثاني فجاء بعنوان “أسلوب النداء في شعر درويش”، ويقدّم الناقد من خلاله
مقاربات تحليلية جمالية حول بلاغة أسلوب النداء ودلالاته المتعلقة بالصرخة الفلسطينية
ضد الاحتلال.
ويؤكد عيسى أن درويش شخصية شعرية فذة نادرة الحدوث، لهذا كسب الجمهور والنقاد
معاً، فمن النادر أن نجد في البحوث التي تناولت شعره نقداً يظهر السلبيات أو العورات
الفنية، إنما جاءت الدراسات السابقة احتفالاً وانبهاراً بشعره.
ويقول عيسى في مقدمة كتابه: “استطاع شعر درويش أن يجعل الفلسطيني تحديداً منتصراً
على جرحه، حين أصبح هذا الشعر ضرباً من الانتصار على مأساة فقد الوطن، ونوعاً من
مواصلة الحياة وتحدي مآسيها. ولذلك لا غرابة في أن أصبح شعر درويش -أو كاد-
معادلاً لأسطورة البعث والخلاص عند الفلسطينيين، فالشعوب في نزاعها مع المحتلين
تبحث عن الصمود إما بالعودة إلى التمسك بتراثها ومنجزاتها ورموزها التاريخية
والدينية، أو بصناعة الأبطال الأسطوريين سواء أكانوا أبطال معارك أم أبطال ثقافة”.
/العمانية /174