قراءات نقدية في مقال “كن رقماً صعباً في الاختلاف” بقلم: رقية الفورية
https://www.ol.om/161246/
في مجموعة عمان المجد عبر منصة الواتس آب:
منى المعولية افتتحت المداخلات بقولها :
( الإختلاف فلسفة متعارف عليها منذ النشأ الأول ونجد أن الفلاسفة أيضا أسهبوا في تحليلها ومنهم فيريدرك نيتشه الذي يرجح وجود الإختلاف والخلاف والبقاء للأقوى.
و أكملت : نجد أيضا صاحب كتاب سيكولوجية الجماهير غوستاف لوبان قد أشار إلى ذلك في تفسيره للعقول التي تفكر بشكل غير مختلف بل أن بعض علماء الإجتماع يرجحون دور النزاع في الحفاظ على توازن عدد السكان في الكرة الأرضية حيث تتكفل الحروب بقتل الآلاف. نشرح الإختلاف من خلال المبدأ الدياليكتيكي لهيجل حيث أنه معروف بنظريته التي تؤمن أن الشيء ونقيضه يفضي إلى عنصر ثالث غالبا هو الأصح وهذا أيضا يدخل ضمن الإختلاف وما يسمى بسيكولوجية النزاع).
عبدالله السبتي أبدى رأيا متفردا بقوله :
( عند قراءتي للمقال ارتبط في ذهني إختلاف التكامل بالآية (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) وكأنها ترمز للتكامل والفكري والتخصصي والجيني …إلخ لتكون الإنسان الواحد
يقول سقراط : رأيت أناسا بلغ بهم الغيظ مني درجة جعلتهم مستعدين لعضي وذلك لأني إنتزعت منهم رأيا تجاوزوا فيه حده المعقول . وهم لا يصدقون أنني لم أفعل ما فعلت إلا لأنني لا أسمح لنفسي البتة أن توافق على الخطأ ولا أن تخفي الحقيقة.
وأضاف : مسألة تعلم الإختلاف واقعة منذ القدم وليست وليدة اللحظة وهي منهج عكف عليه الفلاسفة وأسسوا له مدارس ومنها الشكية التي تعنى بالإختلاف و أن الإنسان يبحث عن شمسه في الخارج ما لم يعثر عليها في داخله فإن استطاع أن يتمركز في وسطه الشخصي أصبح منار و منير مالك لشمسه في الداخل وهو بذا يستحق أن يلقب بالكائن الحي أو الكائن النوراني.
و يكمل : يكفينا عظة إختلاف الليل والنهار وإختلاف الفصول وإختلاف الأجناس وإختلاف الثمار وإختلاف المشاعر وإختلاف القدرات ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. إننا جميعا نعتقد بأننا أساتذة في ميدان الآراء والمحاكمات العقلية فعلينا إذن أن نكون حريصين كل الحرص على تعلم فن التحاور الاختلاف وكيفية إظهار صحة أفكارنا بطريقة غير مباشرة بدون أن نجرح الطرف الآخر أو نشعره بعدم الامان.
إن فن الإختلاف سلاح ذو حدين وبما أن كل إنسان يعتقد أنه على حق – ونادرا ما تقنعه الكلمات بعكس ذلك – فإن المحاكمة المنطقية للمجادل تقع على آذان صماء وعندما يحشر المجادل في زاوية فإنه لا يفعل شيئا سوى المزيد من المجادلة.
كما أنني أؤمن أن جعل الشخص الآخر يشعر بعدم الأمان وبأنه يعاني من النقص في معتقداته أمر غير صحي.. لذا يجب التلطف وإظهار صحة الأفكار بطريقة غير مباشرة لكي لا نفقد حب المحيطين لنا.
ثم تابع حديثه قائلا :
تداخل الإختلافات الفكرية هو مناط وحدتها فكل شيء هو بعض الشيء وليس من شيء لا يكون بعضا لشيء ويغالي تشوانغ في ديالكتيكه فيتساوى عنده البدء والمنتهي حتى ليفقد القدرة على تمييز الأشياء وهنا لا توجد حقيقة مطلقة و إن قمت ببعض التركيب سيظر لك بناءا ولكن البناء كالتخريب وبالنسبة للأشياء ككل لا يوجد بناء أو تخريب وإنما في النهاية تميل إلى الاتحاد وتصبح واحدة وهذه هي سنة الله في خلقه. نتفق ونختلف ولكننا في النهاية لا نكون إلا ذلك القالب الواحد ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ). تكمن بيئة الابداع في الإختلاف المتنوع وليس المتشابه أو الركيك من الإختلاف فما خلافات البعض إلا صراعات غير منطقية).
أمل العبرية علقت بقولها :
( الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وليس من المفروض أن ننظر جميعنا من ذات الثقب في الجدار ).
وفاء اليعقوبية تنظر الى الزواية الإيجابية للإختلاف فتقول :
( الإختلاف سيستمر دائما في الوجود. لكن علينا أن نحل هذه الاختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار والتعليم والمعرفة والطرق الإنسانية.
إن الإختلاف يعد ظاهرة صحية .. نحنُ بحاجة إلى ثقافة الإختلاف قبل ثقافة الحوار
و بحاجة أن نتعلم
بأن رفض الفكرة أو اختلافها ليس كراهية لصاحب الفكرة كما يفهمها البعض. الإختلاف بين الأشخاص وأفكارهم وآرائهم أمر صحي ومطلب أساسي للحياة).
فيما أضاف محمد الشحي :
( الإختلاف من المواضيع التي أثارت أهل الفكر منذ القدم حتى أنه قد ألف فيه ما يسمى بأدب الاختلاف في مختلف المجالات الحياتية فنحن نبقى بشر لنا بصمتنا الجينية الخاصة بنا والتي لا توجد عند غيرنا البتة ومن هنا أصبح لزاما أن ننظر لقيمة الاختلاف كأحد القيم المهمة في حياتنا. قيمة الإختلاف لا تنحصر أهميتها في إيجاد التوافق بين الأفراد بل يتعدى ذلك ليكون فلسفة عمل تنموية في اي مؤسسة).
حميد الزرعي علق قائلا :
( بعض الأسس الفكرية ثابته ثبات الإنسان المتحضر ذاته، وما أقوال سقراط و بقية الفلاسفة اليونانيين إلا مثال على ذلك).
د. خميس الكندي ينظر لذلك.
من زواية مختلفة فيقول : ( الإختلاف ثقافة جميلة ومميزة إن لم تصل للخلاف لكن للأسف البعض إذا اختلفت معه في فكر يعتبرك من أعداءه والبعض حتى لو كنت متفقا معه في فكر وعرف إنك صديق لشخص آخر وهو يختلف معه في الفكر سيعتبرك عدوه
فأينما وجد التوافق بين الأفراد سيؤدي إلى إيجاد فلسفة عمل تنموية للمؤسسة).
هناء الرئيسية أدلت بقول جميل :
(الإختلاف أمر صحي بين البشر.. الإختلاف لا يغير من الود شي ولكن هناك بعض من البشر يختلف معك في كل شيء وكأنه ينتظرك لتتكلم ليختلف. الإختلاف في الآراء والأفكار أمر مستحب يفتح للطرفين آفاق كثيره من الإدراك والتعلم بعيدا عن التزمت وغرور المعرفة).
د. هلال الشيذاني متأملا في مجالات الاختلاف.. قال :
( من أجمل العبارات التي أؤمن بها الإختلاف رحمة وهو ليس فقط في إختلاف فقهاء الدين بل في كل شيء. إن نظرنا إلى مفهوم الفقيه فأنا أطلقه على كل متخصص في مجال وهذا الإختلاف بين فقهاء كل علم ثراء لذلك العلم لأن ذلك يعكس توسعا في وجهات النظر وتنوعا في زواياها وبالتالي فاحتمال الصورة أدعى للتحقق بالاختلاف. هكذا هي طبيعة الإنسان منذ الخلق فربنا يقول “ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم” ففي قراءتي أعتقد أن الاختلاف هو الأصل والاتفاق هو الفرع. نحتاج إلى الإتفاق لنحقق الاهداف على أن لا يكون الاتفاق مجبرا بل هو نتاج وخلاصة حوار الاختلاف).
رقية الفورية كاتبة المقال كان لها تعقيب أخير حيث قالت :
( في بيئات العمل يعتبر البعض لفهمهم الضيق الإختلاف جريمة يستحق صاحبها الإبعاد لأنه لا يتفق مع التفكير الجمعي. الإختلاف سنه كونية في خلق الله تعالى ولو واحد أو اثنان اتفقا في كل شىء فالإستغناء عن أحدهم أمر ممكن..
و تختم..
(إنه وحي اختلافكم وتشكيلاتكم الثقافية التي تبدع في الحوار والاختلاف وتجميع الأفكار ..دمتم بود).
مجموعة عمان المجد
٢٩ أغسطس ٢٠٢٠ م