عند النظر لأكثر الناس نجاحًا على الصعيد العلمي او الاجتماعي او العملي ، فاننا ننظر لنجاحاتهم ،ونرجعها إلى قدرتهم ،في اتخاذ القرارات الصائبة التي تعكس تفوقهم ،وبعد نظرهم…
ذلك التفوق هو الذي يميز القادة، عن غيرهم ،و يلعب الدور الاكبر في مسيرتهم الحياتية والعملية..
قصه شهيره تتحدث عن مجموعة من الأطفال اختاروا أن، يلعبوا في مسارين منفصلين تابعين لخط سير القطار ، وقد اختاروا جميعًا، أن يلعبوا في ،خط السير الذي يعمل ؛ بينما اختار واحد فقط منهم، أن يلعب في خط السير المعطل ، وحينما اقترب القطار، من خط السير الذي يلعب به الأطفال ، كان من الضروري اتخاذ قرار، في هذه اللحظة وهو إما التضحية بهؤلاء الأطفال، جميعًا ، أو التفكير في تحويل مسار القطار للجهة الأخرى ،والتضحية بطفل واحد فقط مقابل أن ينجو الكثيرون.
إن اتخاذ قرار تغيير مسار القطار سيؤدي إلى فقدان الطفل الذي اتخذ القرار السليم باللعب في المكان الآمن ؛ بينما سينجو هؤلاء الذين لم يبالوا بالأمر ،
وهكذا يبدو اتخاذ العديد من القرارات التي تمضي في نفس المسار ؛ حيث قد يخضع الكثيرون لاتخاذ قرار معين لمجرد أنه بحكم الأغلبية ، وهكذا قد تضيع العديد من القرارات الصائبة.
قد تتأثر عمليه اتخاذ القرار بعدة عوامل منها :
١-البيئه الداخليه
٢-العوامل النفسية
٣-والتوقيت
فما الذي يمكن ان نفعله، لنجعل حياتنا أفضل باتخاذ قرارات صحيحه من البدايه وهل القدره على اتخاذ القرار فطرة ام مهاره يستطيع الإنسان ان يكتسبها ويتدرب عليها ..
إذ أدركنا ان الإنسان يولد صفحة بيضاء، فان اي تقدم فكري للإنسان هو نتاج تراكم الخبرات ،والتي بدورها تنمي لديه الموهبه التي تعزز الإحساس والغريزة، والشعور بالموقف، والتي يعتمد عليها بعض الباحثين في التفكير كأحد الركائز الأساسية التي لا يمكن اغفالها وهذا ما أيده عالم النفس والطبيب، ادوارد ديبونو في كتابه قبعات التفكير الست ، مؤكدًا ضرورة استخدام القبعة الحمراء التي تستشعر الموضوع من خلال الإحساس العاطفي، بالإضافة إلى استخدام خمس قبعات تفكير اخرى للوصول الى، القرار السليم.
ولنوظف هذه القبعات الست في اتخاذ القرار:
١- (القبعه البيضاء) وهدف ارتدائها جمع البيانات المعلومات الصحيحة عن الموضوع ،والإحاطة بكافة جوانبه.
٢- (القبعه الحمراء) اي قبعة المشاعر وتهدف إلى الإعتماد على الاحاسيس في استشعار الصواب من الخطأ من خلال استفتاء القلب.
٣- (القبعة الصفرا) وتمثل نمط التفكير المتفائل الحالم الذي يركز على الآثار الإيجابيات المترتبة من اختيار او اتخاذ اي قرار.
٤- (القبعة السوداء) تمثل نمط التفكير السلبي وتهدف الى حصر المخاطر والسلبيات المترتبة على اتخاذ اي قرار
٥- (القبعة الخضراء) تمثل نمط التفكير الإبداعي، والتي تعني بالبحث في البدائل المختلفة، والتفكير بالأمور بطريقة غير مألوفة وجديدة.
٦- (القبعة الزرقاء) التي تسمى قبعة التحكم بالعمليات، وتمثل نمط التفكير الذي يدير ويضع جدول الأعمال ويخطط ويرتب وينظم باقي العمليات واجراء عملية المقارنة للخروج بالقرار الانسب.
فماذا نحتاج لنصل الى قرار سليم
١-المعلوماتيه جمع المعلومات والبيانات الصحيحه عن الموضوع والاحاطة بكل جوانبه .
٢-المشاعر الابتعاد عن العواطف المشحونه او الحالات الخاصه مثل الحزن والفرح في اتخاذ اي قرار .
٣-فكر في المدى البعيد .
٣-قارن بين الخيارات ولايجابيات والسلبيات لكل الخيارات الموجودة لديك.
٤-ركز ع الاولويات .
٥-فكر في البدائل.
٦-ضع خطة للطوارىً.
٧- أستعن بالأخرين.
قاعدة 10/10/10 لاتخاذ القرارات الصعبة والمهمة في نفس الوقت سوزي ويلتش (Suzy Welch)، وهي كاتبة في مجال الأعمال ولها عدة إصدارات ذات مكانة مرموقة: قامت بابتكار قاعدة بسيطة تساعد في اتخاذ القرارات والمضي قدمًا بها تسمى بقاعدة 10/10/10. وقد وصفتها ويلتش في كتابها بنفس الاسم، حيث نصحت بأن تفكر في القرار الذي ستتخذه في ثلاثة أوقات مختلفة: أولًا، بعد عشر دقائق من الآن. ثانيًا، بعد عشر شهور من الآن. ثالثًا بعد عشر سنوات من الآن.
أخيرًا
العالم ملىء بالخيارات فإن كنت محتاراً بين ١٠خيارات فاحصر اختيارك فقط بين ٢ وفاضل بينهما وبعدها اتخذ قرارك..
وكن سعيدًا به .
رقية بنت عديم الفورية