بيروت في 15 نوفمبر /العمانية/ في مجموعته “يسرقون الصيف من صندوق الملابس”، يطرق الشاعر نزار أبو ناصر باب السؤال النافذ من ذاته للكون، كأنه يمارس لعبة التساؤل والإجابات المخيفة/ المخفية التي يكتفي بالتلميح لها.
وعلى امتداد هذا العمل الصادر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يعيد الشاعر التذكير بأهدافه الإنسانية الكُبرى، حين لا يتعمد اللجوء إلى صيرورة الحزن والألم النفسي والإحساس بالغربة والانعزال، تلك التي تُشكل مسارًا تأطيريًّا متكرّرًا يأخذ من الحداثةِ قشرتها، بل يستخدم أدواته الشعرية وقوالبه العِلمية ويتمرد عليها بلغةٍ عصرية تتفتح داخل النص لتنشر أريج بلاغةٍ مغايرةٍ تستنبطُ/ تستبطنُ معاني جديدة معتمدة على تقنية سردية في بعض قصائد التفعيلة أو على ديناميكية متحررة من تقييدٍ وهميٍ للشكل العمودي، فهو يدخل إلى الإطار الشكلي ليستفز النمطية لتنزاح معه نحو هدفه المنشود، وهو القصيدة المفارقة للسائد.
هذه المجموعة تقفز على الأشكال والأطر والمفاهيم لتحدث دهشة التلقي الأول، واستمرارية هذه الدهشة في كل قراءةٍ تتوالى بعد ذلك، فالنصوص التي تبدو مُغلقة تفتح أبوابها للفهم الكُلي بمواربة الأبواب على المقاصد والأفكار.
ووفقًا للناشر، فإن أبو ناصر “يبتكر طريقةً تُحسب له كبصمةٍ شعريةٍ مميزة لا لَبْسَ فيها، ورغم اتضاح الرؤية الشمولية لأهدافه الإنسانية، إلا أن انطباعيته” تبدو ظاهرة في كثيرٍ من الزوايا التي تُنير نضوج الجسد في القصيدة البكر”.
/العمانية/ 174