عمّان، في 2 نوفمبر/ العُمانية/ تضمَّن العدد 378 من مجلة “أفكار” الشهريّة ملفًّا بعنوان
“القصة القصيرة في الأردن بين الجذور والتَّجديد”، قدَّم له القاص نبيل عبد الكريم واصفًا
القصة بـ “فنّ الأبواب المفتوحة على تعدُّد القراءات والتأويلات”.
وأضاف عبد الكريم أن عمل الكاتب في القصة “يشبه عمل محرِّك الدمى في مسرح
العرائس. يلعِّب الخيوط كما يشاء، شريطة أن لا تظهر يداه أبدًا”. مؤكدًا أن القصة
القصيرة “فنّ ذكيّ يخاطب قارئًا ذكيًّا”، وأن القارئ الذكيّ “يشبه البحّار الذي يرى قمة
جبل الجليد طافيًا فوق سطح المحيط فيعرف أنه يخفي جزءًا أكبر منه تحت السطح”.
وبذلك، فإن “لعبة الذكاء بين كاتب القصة وقارئها تكمن في أنَّ الأوَّل يخفي والثاني
يكشف ويكتشف”.
وأسهمت وفيقة مصري في الملف بقراءة في قصص “زنوج وبدو وفلاحون”، تلمّست فيها
بذور الحداثة والتجديد عند الكاتب الراحل غالب هلسا، وعاينت الوعي الطبقي والطباقي.
وألقى الكاتب محمد المشايخ نظرة على المشهد القصصي الأردني مطلع الألفية، بينما
تتبَّعت ذكريات حرب مسار فنّ القصة القصيرة جدًا في الأردن، متوقفةً عند نماذج منها.
وقدّم د. شفيق النوباني قراءة في قصص نديم عبد الهادي، وتناولت هيفاء أبو النادي ما
أسمته “عجز اللغة وبلاغة الجسد” في قصص “كأنني أنا” لـعمر خليفة.
واستُهلت المجلة التي تصدُر عن وزارة الثَّقافة ويرأس تحريرها د. يوسف ربابعة، بمفتتح
للأكاديمي والناقد د. زياد الزعبي حمل عنوان “الثقافة والتفشّي”، وجاء فيه: “غدتْ مفردةُ
(التفشّي) قرينة (كورونا) مفردةً وحَّدت المجتمعات الإنسانية كلها، المجتمعات التي تسعى
بكل ما أوتيت من معرفة ودهاء، أن توقف هذه الجائحة التي غيَّرت وجه العالم وثقافته
حقيقةً لا مجازًا”.
وأضاف الزعبي في المفتتَح: “كلُّ جائحة ضربت البشر ذكَّرتهم وبصَّرتهم بهشاشة
وجودهم، لكنَّها لم تستطع أن تغيِّر طبائعهم التي سرعان ما يعودون إليها.. فالبشر اليوم
يقتلهم توحُّشهم المسند بالأسلحة الرقميّة الذكيّة، يقتلهم تفشّي جوائح الجوع، والظلم،
والاستبداد، وجهل الطغاة، ووحشيّة الغزاة المتحضِّرين”، ورأى أنّ البشر “سيحتفظون
بالجوائح في الأدب والفكر والفلسفة والدين والسياسة، ولكنهم يظلّون مخْلصين لطبائعهم
التي لا تحفل إلّا بالجبروت والأنانيّة والعنف”.
وفي باب “دراسات” كتب د.عماد أحمد الزّبن عن “كوفيد (19) واللغة العربية”، وتأمّل
د.سليمان الحقيوي في الحكاية بين السرد والسينما، وكتب جلال برجس عن سؤال الموت
في الرواية الأردنية، وقدّم محمد عطية محمود قراءة في رواية “زهر الليمون” لعلاء
الديب، بينما قدّم سمير الشريف قراءة في رواية “ثلاث عشرة ساعة” لسعادة أبوعراق.
ونقرأ في هذا العدد أيضًا: “القديم والجديد في التكنولوجيات الجديدة للاتصال” (علي
بلغراف)، و”تأمُّلات فلسفيّة في الكذب” (عبدالصمد زهور)، و”أخلاقيّات المذيع
التلفزيوني” (عامر الصمادي)، و”الأخلاق بين السياسة والحرب” (أيوب الزهراوي).
وتأمّل د.إيهاب زاهر في نظريّة العقد الاجتماعي عند “جون لوك”، وكتبت أميرة كيوان
عن السَّرقة عند الأطفال بين الفهم الصَّحيح والعلاج التربوي، وسلط مصطفى أمخشون
الضوء على سوسيولوجيا الجسد كما يراها الأنثروبولوجي وعالم الاجتماع الفرنسي “دافيد
لوبروتون”.
ونقرأ في باب “تراث” موضوعًا عن “العلاج بالموسيقي في التراث العربي” أعده صلاح
الشهاوي، وموضوعًا آخر عن “العلاج بقراءة السِّيَر والملاحم والحكايات” أعده محمد
محمود فايد.
ويشتمل باب “إبداع” على قصائد لمحمود الشلبي ومحمد عويس وعارف عواد الهلال
ومحمد ياسين، قصصًا لزياد أبو لبن وتيسير نظمي وسمية الألفي وسحر النصراوي،
بالإضافة إلى قصة لـِ”إيموجين هيرمس جووار” ترجمها محمد زين العابدين، ونصّ
للكاتب عماد مدانات.
/العمانية / 174