مسقط في ٢ نوفمبر/العمانية/ نفذ مختبر الطفل ببيت الزبير ندوة عبر الاتصال المرئي
حول (أدب اليافعين قراءة في الواقع والتحديات) استضاف خلالها كلا من الكاتبة تغريد
النجار ناشرة أردنية وصاحبة دار السلوى للدراسات والنشر بالأردن، والكاتبة العُمانية
أزهار أحمد مديرة النادي الثقافي، والكاتب المصري أحمد طوسون مؤسس مدونة حي بن
يقظان.
وركزت الندوة التي أدارها الحكواتي أحمد الراشدي عضو مختبر الطفل ببيت الزبير
على الصورة الكلية لأدب اليافعين وخصائصه وسماته والتحديات التي تواجه هذا النوع
من الأدب، إلى جانب عرض تجارب حية لباحثين ومهتمين في أدب اليافعين في العالم
العربي.
وحول تجربة الكاتبة تغريد النجار في أدب اليافعين ترى أن الناشئة يفضلون الروايات عن
القصة القصيرة لأن الرواية تشبه الفيلم السينمائي بالنسبة لهم. وعن توجهها لكتابة
الروايات القصيرة للمرحلة العمرية الأولى من الناشئين تقول: “كدار نشر وجدنا فراغا
في القصص المصورة ووجود فجوة بين القصص المصورة والروايات، لذلك ارتأينا أن
نضيف هذا النوع من الكتابة لتخاطب الفئة العمرية من 7 إلى 12 سنة وأسميناها سلسلة
دحنون، ولها سمات القصة المصورة لتضمينها صورا ورسومات وجعلها كتبا ذات
فصول فيشعر الطفل بأنه يقرأ كتبا مماثلة لروايات الكبار”.
من جهتها قدمت الكاتبة العُمانية أزهار أحمد تجربتها الشخصية في أدب اليافعين قائلة:
“توجهت للكتابة في أدب الفتيان بسبب الفجوة بين الفئة العمرية (5-10 سنوات) في
عُمان، وهو ما جعلني أركز وأقترب من هذه الفئة العمرية. وعن الدافع الذي جعلني
أخاطب هذه الفئة ليعرف الناشئة أنه بإمكانهم بناء جسر تواصل مع الكبار وأن عالم الكبار
لا يختلف عنهم ومنها بدأت بالمجموعة القصصية (أنا ويوكي). كما توجهت لكتابة
المقالات لتضم مواضيع مهمة للطفل مثل: الصداقة، الذكريات، المدرسة، والحب”.
كما تطرق الحوار إلى ملامح وخصائص أدب اليافعين من أهمية تفاعل الكتاب نفسه
مع اليافع واختيار مواضيع مهمة تلامس الطفل، إلى جانب المحتوى الذي يخرج الطفل
إلى عالم آخر. وعقبت الكاتبة أزهار عن الروايات الغربية أن الخيال في المحتوى لديهم
مفتوح ومطلق ولكن هنا في عُمان محكومين بعادات وتقاليد معينة ولا يمكن تجاوزها،
لذلك نجد في الغرب الكتابة رصينة والكاتب يبحث كثيرا ويمكنه التوسع.
من جانبه قال الكاتب المصري أحمد طوسون أن ظهور عدد من الجوائز العربية
الكبرى أوجد قبولا وانتشارا أكبر للكتابة في أدب اليافعين بحكم أنه أوجد لكل مجال في
أدب اليافعين جائزة خاصة وهو ما شجع الكتاب على التنافس.
وعن توجه بعض الناشئين خلال الفترة الأخيرة للروايات الغربية عن الروايات العربية
تقول الكاتبة أزهار: من منطلق واقعنا أرى أن المسألة مسألة مدرسة، بيئة، توجه وغزو
ثقافي، وكيف نجح الغرب في أن ينتشلنا من هويتنا وثقافتنا ولغتنا العربية. كما أن افتقار
ثقة الطفل عن الكاتب العربي يدفع الطفل للتوجه للكاتب الغربي.
ومن وجهة نظرها كناشر ترى الكاتبة تغريد أن مسألة التوزيع موجودة بشكل كبير في
الغرب ويعود السبب لتوفر المكتبات في جميع المدارس، إلى جانب المكتبات العامة
والتجارية، ولكن الأهم من ذلك قدرتهم على إخراجها كأفلام سينمائية وبنفس النمط وهذا
ما دفع الناشئين العرب التوجه للكاتب الغربي.
كما ناقشت الندوة التحديات التي تواجه الكاتب والناشر في أدب اليافعين
وتتلخص في التسويق كناشر عربي، الى جانب تحدي القراءة العربية ونوه الكاتب أحمد
طوسون إلى أهمية أن يتخلص الكاتب من الصورة النمطية لأدب الطفل وأن يهتم بالفن
بشكل أكثر ويرسم نظرة خاصة مع الطفل.
وعززت الجلسة في ختامها بمداخلات الحضور وأسئلتهم ونقاشهم حول واقع وتحديات
أدب اليافعين في العالم العربي.
/العمانية/ ١٦١