باعة الأسماك بنوعيها المبردة والمجففة والفواكه والتمور والأواني وغيرها من السلع والبضائع التي يقوم ببيعها المواطنون المتجولون الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أو يتخذون من مركباتهم سكناً ومقراً لمزاولة تجارتهم البسيطة التي حفظوا بها ماء وجههم وكرامتهم عن ذل السؤال، وأغنوا أنفسهم عن المزاحمة على أبواب الوظائف الشحيحة، وكفلوا لأسرهم لقمة العيش الكريمة، وهناك أسرٌ تقوم بتجهيز الأطعمة في منازلها، ثم يقوم أبنائها الصغار ببيعها على المارة على جانبي الطريق..
نعم قد يترك البعض المكان ملوثاً، وقد تشاهد بقع الدم والمياه الملوثة في أماكن بيع الأسماك، مع بعض النفايات المتناثرة هنا وهناك، وهذه بالتأكيد مشاهد غير مقبولة ولا مرغوبة..
إلا أن هذه الفئات بحاجة إلى من يأخذ بيدها، ويقدم لها الدعم والمساندة لجعلها تقبل على أداء عملها بجد ونشاط وأريحية وعلينا البحث عن طرق لتطوير وتنظيم هذا الجانب المشرف الذي تجده في معظم دول العالم، مع عدم التضييق عليهم وملاحقتهم وقطع أرزاقهم..
وكم هو جميلٌ وعظيمٌ لو قامت الجهات المسؤولة بعمل مظلات بأشكال معاصرة وجذابة، مع وضع خزان ماء ومكاناً لتصريف المياه في الأماكن الأكثر وجوداً لهذه الفئات المنتجة في مختلف ولايات السلطنة، تقيهم وبضاعتهم حرارة الشمس، وتؤمن لهم شيئاً من الراحة والنظافة، ولو بمقابل رمز مادي بسيط يدفعونه مقابل هذه الخدمة الجليلة، وإن كان بالمجان فهو أكثر سمواً وفضلاً ..
ونحن نعيش هذه الأوضاع الاستثائية الصعبة لنأمل أن تجد هذه المسألة التفاتة إيجابية من لدن جهات الاختصاص، والله الموفق لما فيه الخير والصلاح.
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
ولاية بهلا ٣ نوفمبر المجيد ٢٠٢٠م