
الجزائر، في 9 نوفمبر/ العمانية/ تعدُّ الفنانة وهيبة بضياف من أهمّ الفنانات
الجزائريات اللّواتي نذرن أنفسهنّ لخدمة فني المنمنمات والزخرفة، وهي تزاول نشاط
الاشتغال بهما منذ سنوات.
وتؤكد هذه الفنانة، لوكالة الأنباء العمانية، أنّ توجُّهها لهذه الفنون الإسلامية كان بناء
على ميولات شخصية لازمتها منذ سنوات دراستها الأولى، حيث اكتشفت أنّها مولعة
بتشكيل الأشياء الدقيقة المتناظرة، كما كان لديها أيضا بعض الميول لدراسة التاريخ،
خاصة المتعلّق بتاريخ الألبسة التقليدية والأثاث والعمارة.
وقد توثّقت صلة بضياف بالفنون الإسلامية بعد تلقّيها تكوينا معمّقًا في فني المنمنمات
والزخرفة بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، إذ تخرّجت فيها بشهادة في تخصُّص
المنمنمات والزخرفة عام 2008، ما أهّلها للمشاركة في العديد من المعارض
والمهرجانات المحلية والدولية، خاصة تلك التي احتضنتها الجزائر.
ومن الأعمال التي أنجزتها هذه الفنانة المنحدرة من ولاية قسنطينة (شرق الجزائر)،
صندوق العروس القسنطينية، وهو معروض بمتحف قصر أحمد باي بقسنطينة.
وتؤكد بضياف أنّها متحكّمة في الرسم، بعدة تقنيات، وهذا ما أتاح لها الإشراف على
الكثير من ورشات الرسم والزخرفة على الزجاج، والخشب، والأواني الفخارية،
فضلا عن وظيفتها الأساسية أستاذةً للفنون الجميلة بولاية باتنة.
وتُشير هذه الفنانة إلى أنّها تعلّمت الصبر من فني المنمنمات والزخرفة، إذ لا تجد
حرجًا في قضاء الساعات الطويلة أمام اللّوحة من أجل تشكيل وحدات زخرفية، أو
القيام برسم لوحة منمنمات تتطلّب كثيرا من الدقّة والجهد، كما ترى أنّ شغفها بهذين
الفنين نابعٌ من كونهما أرقى الفنون البصرية من حيث دقة التصوير، ومن أنّ الفنانين
الذين يمارسونهما يُعدُّون على الأصابع نظرا لصعوبتهما وحاجتهما إلى المراس
والحنكة الفنيّة.
وقد تأثرت بضياف التي فازت بجائزة “اليد الذهبية” (2011)، بالعديد من الفنانين
الجزائريين، على غرار مصطفى لعريبي، وجازية شريح، وربيعة طاشمة، وسلمى
أنفيف، وعائشة بن براهيمي، فضلا عن الكثير من فناني المنمنمات والزخرفة الأتراك
والإيرانيين.
/العمانية /