حينما تُولدُ في دمكَ امرأةٌ تقلّبُ مواسمَ الروح؛ لتتدحرجَ الفاكهةُ في غير أوانها، يصبحُ الغناءُ حروفاً من جليد، وللرقصِ على شرفاتِ الليلِ كؤوساً من التأملِ في محرابِ الاشتعال، وللسفر عبر انفاسها شهقات من سراب، وللتراتيل في سماواتها حناجر من مطر، ولمشيئة الكلمات في ملكوتها ضجيج لم ينضج بعد، فلا تجد ما يسكت بوح الافكار فترقص حروفك ثملة على الاسطر تترقب وجه امرأة من سديم تهتك ملامحها ازمنة الفصول.
حينما تولد في دمك امرأة تقلب مواسم الروح، توقدُ افكارا مبللة، تعزف مساماتك غليان أمواج تتكسر بين ضلوعك كالشجر، وتعصف بشوارع صمتك حكايات برائحة امرأة لطالما عانقتَها بأحلام المساء، واغتسلتْ بأزقتها الانفاس، كي تتهجد قصائد يقظة وخرائط مسارات كالهواء.
حينما تُولدُ في دمكَ امرأةٌ تقلّبُ مواسمَ الروحِ، تصبحُ الأفكارُ فرساً مجنحاً يتوقدُ طفولةً؛ لتمنح شاعراً مجنوناً دهشة الرؤى ونبضاً من ضجيج، ويتقافزُ عري اللحظاتِ غزلاناً في حدائق ِالغيوم، ويمطرُ ضجيجُك وساوسَ من خدرٍ يكسرُ اضطرابَ أنفاسكَ وأنت تحترقُ في مرايا المساء؛ فترقصَ على كبريائك امرأةٌ من نبيذ العناق وشهقة الشهوات.
حينما تولد في دمك امرأة تقلّب مواسم الروح وتجعل المسافة ما بين جسدك وجنونها وميض استفاقة امنية ومقامات تتكامل بالعروج تصاعدا فتحتلب غيما وتعزف على أنفاسها ألف لحن من جموح وتتدحرجُ لعوالم من ملكوت خيال فترتمي تخوض في عباب عشبها حروبا، تكتب بغرور أناشيد الانتصار وكل مساء تشرب قهوتك، تدون تاريخ حروبك وانت تستنشق بجنون براري عشبها المجنون.
حينما تولد في دمك امرأة من سكون ليل وجنون ألف شهقة وشهقة تصبح النهايات مبهمة والبدايات نوافذ عارية تطل على مدن من رمال وترصّع جبين الحلم بتيجان غبار ويسبّح العابرون ليصلوا لضفة الخلاص سواي، اشربُ كاس اليباب ليورق على جسدي الزيتون حلما اترقّبه وملامح هواجس ظل ومرايا امرأة تردد شفتيها تعويذة الخلاص.
حينما تولد في دمك امرأة تقاسمك المستحيل، تجتاح قصائدك قبل ان تولد حروفها، توقد عتمة الآتي، ترمم صلصالا تورمت قدماه بالانتظار وأورقت شراينه، عزفت عيناه بنافذة الأفق انشودة تشبه حضورك فأمطرت مساماته تعويذة الحنين واخضوضرت مساءات الانتظار بيقظة الحلم وعنفوان اللحظات.
حينما ينبتُ في أصابعِك وجعٌ من هذيان، يغزلُ المطرُ نوافذَ مآذنِ أمنياتٍ، ونشوةِ حكايةٍ تُراقِصُ أعشاباً، تستكشفُ أسرارَ احتراقٍ للتحولات الصاعدة والنازلة في موائد جسدٍ، أوقدَ شموعهُ لينثرَ العابر حروفَهُ همساتٌ متوقدةٌ، وهو يرسمُ خرائطَ حياةٍ بطعمِ الأمنيات، وقصائدَ تجمعُ هياكلَ الروح لتلوذَ عند عيني امرأة يرقصُ في حدقاتها أسرابٌ من بجع، ويغتسلُ بشواطئِها النهار؛ فترتمي على عسل أنفاسِها ويورقُ الربيعُ في جسدٍ يشبهُني طالما غادره المطر.
حينما تحاصرُك شفاه وتداهمُك أنفاسٌ بطعم المسك، تُولدُ بين تفاصيلِك صباحاتٌ لامرأةٍ استثنائيةٍ تمنحُك غوايةَ الكلماتِ وبكاءاً من وردٍ ونزفاً على أرصفة النشوة ولذة لا حدود لها لتُرصّعَ حلماً يسافرُ مبتسماً بمحطات ٍ من النزف الأبدي وتبحثُ عن خلاص فتلتحفَ بهالةٍ من سديم وتلبسَ فصولُ الاحتمالِ وتبقى مندهشاً بعلاماتِ استفهامٍ تتسعُ ولا جواب.
حينما تستكشفَ أن للولادة مخاضاً في تيه الأزقة ويصبحُ دخانُ دماغِك أناملاً تصارعُ الحروفَ وتسمعُ بكاءاً لنبضِ القلبِ لينقُش في عتمةِ الوحدة ابتساماتٌ عاريةٌ تغتسلُ في مياه الحكايات وتفتحُ للآتي نوافذَ طفولةٍ خضابُها اشتعالٌ لحلمٍ يُسبّحُ في رحم المسافة ما بين الوهم وحقيقةُ الهواجس، حينها يكون الاعترافُ وحدهُ برزخٌ يُطعمُك بين تقلبات الفصول، وحينها يكون احتضانُ الحلمِ رفرفةُ موسيقى في أزقة الليل وكأسٌ من غبار في أقبية البوح وسفرٌ بأحضان جنون لامرأة تمنحك دوام الجنون.
أ. وفي العامري