بروكسل في 22 نوفمبر/العمانية/ يعرض متحف البنك الوطني لبلجيكا في بروكسل
العديد من وسائل الدفع المالي التي استخدمت في العصور الماضية وفي أماكن أخرى
من العالم، وسواء كانت هذه الوسائل مصنوعة من المعادن الثمينة أم الحجارة أم
الصدف، إلا أنها تكتسي غرابة كبيرة بالنسبة لإنسان اليوم الذي تعود على تسديد
مشترياته بواسطة أوراق نقدية أو بطاقات مصرفية.
ومن أكثر هذه الوسائل غرابة لفافة مضاعفة حمراء يبلغ طولها تسعة أمتار منحدرة
من أرخبيل “سانتا كروز” في جنوب المحيط الهادئ على بعد قرابة 15 ألف كيلومتر
من الأراضي البلجيكية. وتتضمن هذه اللفافة ما بين 50 و60 ألف ريشة من ذكر
طائر “الميزوميل” ذي الريش متعدد الألوان والمستوطن في أستراليا والمعروف
بتغذيه على العسل.
وقد احتاج صناع هذه العملة – واسمها “تيفو” – إلى ما بين 400 و600 طائر من
هذه الفصيلة لصناعة وحدة واحدة.
ومن أجل القبض على الطائر المطلوب، دأب القناصون على دهن فروع الشجر
بعصير التوت اللزج لكي يلتصق به الطائر فيقبضون عليه وينتفون ريشه ثم يطلقون
سراحه.
وتستغرق صناعة “تيفو” واحدة 700 ساعة، أي ما يعادل سنة كاملة تقريبا، كما أن
لصق الريش بعضه ببعض فوق هيكل من الألياف النباتية لصناعة العملة يتم بواسطة
عصير التوت. وكلما كان اللون أشد احمرارًا كلما زادت قيمة القطعة المالية، حيث
يعتقد أن اللون الأحمر كان يحمل رمزية مقدسة لأنه مرتبط بالآلهة أو الخصوبة.
وكانت هذه العملة تستخدم كثيرا في التحويلات المالية المتعلقة بالزواج من جزيرة
لأخرى، وذلك كمهر للعروس. وهي بذلك تعوض أسرة هذه الأخيرة عن فقدان ابنتها
الذي يعني في الوقت ذاته فقدان يد عاملة ثمينة.
العمانية/