يظهر إشعار (الدايكرت) برسالة قاسم إلى ماجد ليذكره برائحة (الطيبين) وذكريات المناهج القديمة ليرد عليها سالم بأن ركوب الأطفال للدراجة الان ما هو إلا (هم وبلا وويع راس)!
تظهر بين الفنية والأخرى قصص تورط فيها شباب في مقتبل العمر في مخالفات قانونية وأدبية ومجتمعية وأخلاقية وتظهر الدراجة النارية دائما كلاعب أساسي في تلك القضايا كأن تتخذ وسيلة للأزعاج في الحارات السكنية والطرق الداخلية أو وسيلة جذب لإستدراج الأطفال الصغار ونقلهم إلى أماكن ترتكب فيها المخالفات والمحرمات ناهيك عن كونها سببا في الكثير من الحوادث المرورية وفي الحقيقة الأمر زادت وتيرته وغدت هناك تكتلات لتتطور ممارسة المخالفات من فردية إلى جماعية منظمة وهذا تطور خطير!
لا نريد تكرار من قد قيل في أن الأسرة لها الدور الكبير في التحكم والسيطرة على عنفوان أبنائها بل نريد التعمق في أسباب انجذاب الشباب لقيادة الدراجة النارية فإن كان ذلك لميول وإتجاه في حب القيادة فمن الجميل توجيه تلك الرغبة بشكل سليم في المساحات المخصصة مكانيا ووقتيا وإن كان لحاجة تقتضيها متطلبات الحياة فالأمر فيه سعة وأما غير ذلك فهو ترك للحبل على الغارب.
من الأخطاء التي وقعنا فيها في التعامل مع قضية ممارسة الشباب لقيادة الدراجات النارية إتخاذ مبدأ (ما يخصني) أو أنه هناك جهة مخولة بالتعامل مع ذلك وهذا خطأ كبير لأن مشكلتنا ليست مع الدراجة النارية بل مع طريقة استخدام تلك الدراجة التي توفر خيارات وحلول تسهل نمط الحياة لدى الأفراد والأسر والمحلات التجارية وغيرها وهناك نماذج جميلة في إستخدام الدراجات النارية بطريقة منظمة كالتي نراها في نزوى الجميلة وغيرها.
علينا الإدراك أن معركتنا مع الإستخدام السلبي للدراجات النارية هي معركة وعي مع الشباب أولا الذين يجب أن نتخاطب معهم ونحاورهم ونسمع منهم لا أن نراهم كمجرمين لا يرتاح لنا بال إلا بمعاقبتهم والحوار يجب أن يتسع ليصل إلى أولياء الأمور وهنا يجب التركيز على (النقطة العمياء) التي لا يراها الكثير ولكنها موجودة والتي تترسخ في أن الشباب في مقتبل العمر لابد من (مصايب) يقعون فيها وأصبح ذلك من المسلمات لدى الكثير من الأسر وحجة يتهربون بها من تحمل مسؤوليتهم وقناع يغطي بها الشاب نفسه عن حقيقية الأمر السئ الذي يقوم به.
وعودا إلى ماجد الذي أستاء من ذكر الدراجة – وهي بريئة – ليطلق اهاته الساخنة في برهة يعقبها ابتسامة ليرد على قاسم بتسجيل صوتي للدرس الكامل في كتاب (العربي) والذي كانت افتتاحيته صورة ريم وبجانبها صورة فيها (سالم راكب دراجة).
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
١١ يناير ٢٠٢٢م