لا نستطيع ان نفصل هذا التهافت التطبيعي العربي-الاعرابي الخياني (ومحمد رمضان ليس الاول وليس الاخير) وتداعياته الكارثية مع الكيان الصهيوني، عن حقيقة ذلك الكيان باعتباره اكبر واخطر مشروع استعماري ارهابي دموي على وجه الكرة الارضية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، ويتميز ذلك الكيان-المشروع بسياسات واستراتيجيات التطهير العرقي والدم والنار المعتمدة في التعامل مع الفلسطينيين والعرب، وكان هذا هو دأب التنظيمات الارهابية الصهيونية قبل قيام ذلك الكيان، وواصل الكيان ذات النهج بعد إقامته على يد الاستعمار الغربي، واعتمدت الحكومات الصهيونية المتعاقبة خطاب الدم والنار والمذابح والمجازر ضد الفلسطينيين والعرب منذ اثنين وسبعين عاما ولم تتوقف ابدا عنه، بل ان نتنياهو يعربد على مدار الساعة مهددا متوعدا بالمزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين اذا ل”لم يتأقلموا مع الاحتلال”….!؟.
فالمشروع الصهيوني هو هو لم يتغير…!
والاحتلال الصهيوني هو هو ليس فقط لم يتغير بل ذهب ابعد نحو المزيد من الدم والنار ضد الفلسطينيين…..؟!
والمذابح والمجازر والجرائم الصهيونية لم تتوقف بل هي مستمرة ضد الشعب الفلسطيني حتى الساعة….!؟
والاهم من كل ذلك ان فلسطين العربية بجذورها وتاريخها وحضارتها وشعبها باتت بكاملها تحت مخالب الاستعمار الاستيطاني الصهيوني…!؟
وبالتالي من الطبيعي لاحظوا ان يقف العرب من محيطهم الى خليجهم الى جانب الشعب الفلسطيني، بل وواجبهم القومي العربي العروبي- ان يدعموا الشعب الفلسطيني بكل امكاناتهم….!؟
ولكن…؟!
طالما ان بعض الأعراب ذهبوا بالاتجاه الآخر، اي باتجاه الاعتراف بالعدو وعقد معاهدات واتفاقات سلام-استسلام-معه، فان هذا يعني بمنتهى البساطة ان هؤلاء الاعراب اصطفوا في خندق العدو ضد الشعب الفلسطيني الذي يواجه اخطر مرحلة في تاريخه في ظل في هذه المرحلة مفصلية المصيرية، بل يمكن القول انهم اصبحوا يشاركون العدو في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني…!؟
ألم يقرأ هؤلاء مثلا الاستراتيجيات والمخططات الصهيونية….؟!
ألم يقرأوا الفكر التكفيري الارهابي الاجرامي الصهيوني….؟!
ألم يتابعوا المجزرة الصهيونية المفتوحة على مدار الساعة ضد رجال ونساء واطفال وشباب فلسطين….؟!
دعونا نقدم فيما يلي مقتطفات من الفكر التكفيري الارهابي الصهيوني لهؤلاء المطبعين العرب كي يطلعوا على ذلك الفكر إن هم كانوا جاهلين…!؟، ربما يستخلص البعض العبرة والدرس….!؟، وربما يقتنع البعض ان ذلك الكيان هو الاخطر على الامة العربية، وهو الاشد دموية ضد العرب، وهو الذي يقتل اطفال ونساء فلسطين بلا رحمة..؟!
فالنـزوع للعنف والإرهاب والدم والقتل والمذابح، نزوع متأصل في الأيديولوجيا والاستراتيجيات الصهيونية، فهي من جهة أيديولوجيا عنصرية قامت على أساس الانعزال والتميز والتفوق على ” الأغيار – الغوييم ” عامة ، ومن جهة ثانية اتبعت نهجاً انتقائياً في استرجاع الموروث الديني والاتكاء عليه، باعتماد الجانب المحرض على العنف والقتل والتدمير في التعامل مع ” الأغيار ” وهنا مع العرب الفلسطينيين.
وإذا كان الفكر الصهيوني في كثير من عناصره قد استند إلى الموروث الديني اليهودي، فإنه قد استند إلى الموروث الديني ذاته في صياغة المواقف والعلاقات الصهيونية نحو ” الأغيار ” ، ذلك أن الصهيونية العلمانية ، قد عملت على استغلال وقولبة النصوص الدينية التوراتية بما يحقق أهدافها في حشد وتعبئة واستقطاب اليهود، صهيونياً، خاصة إذا علمنا مدى أهمية وتأثير وسيطرة الدين اليهودي على حياة يهود “الغيتو “.
وكثيرة هي نصوص ” العهد القديم ” التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والإبادة كأساس لأخلاقيات التعامل مع الشعوب الأخرى ، وهي نصوص يفهم من سياقها أنها تؤرخ للحروب التي نشبت على أرض فلسطين بين الغزاة اليهود العبرانيين الذين قادهم يوشع بن نون ، وسكان فلسطين الأصليين ، كما أنها تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب أن يكون عليه سلوك الغزاة ، وهي نصوص تحض على الحقد والكراهية العمياء ، ونذكر من هذه النصوص ما جاء في سفر التثنية ” أن الرب يطرد من أمامك شعوباً أكثر وأعظم منك ” وأن ” الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحي أسماؤهم من تحت السماء “، لكن الأبرز من بين هذه النصوص ما جاء في سفر التثنية أيضاً على شكل وصية توحي الكثير من حوافز الإرهاب المقرون بكراهية استعلاء عنصريين ضد الشعوب على اختلافهم ، فقد جاء في النص : ” وحين تقرب مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح ، فإن إجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعوب الموجودة فيها تكون للتسخير، وتستعبد لك، وأن تسالمك، بل أن عملت معك حرباً فحاصرها ، وإذا دفعها الرب الهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل ما غنيمتها فتغنمها لنفسك “.
وكما أن اليهود هم ” شعب إسرائيل ” وفلسطين هي ” أرض إسرائيل ” فإن الله كما في الموروث الديني اليهودي هو ” رب إسرائيل ” وهو ” رب الجنود ” و ” رب الحرب ” الذي يمهد لشعبه ” شعب إسرائيل ” السبل للغزو والاحتلال وطرد الشعوب ، ويدعوهم لقتل ” كل رجل وامرأة وطفل وشيخ ، حتى البقر والغنم بحد السيف ” كما هو وارد في سفر يشوع إشادة لما كان قد صنعه الغزاة اليهود بمدنية أريحا .
ونقول : إذا كل تلك الأدبيات والمفاهيم والمرتكزات الأيديولوجية / السياسية / الصهيونية – الإسرائيلية المتعلقة بممارسات الاحتلال والتدمير والترحيل والإحلال والمذابح الجماعية تشكل جريمة كبرى تستدعي المساءلة والمحاكمة والتجريم … فماذا سنقول عن التطبيقات العملية الإجرامية لها على الأرض العربية الفلسطينية ، على مدى أكثر من اثنين وسبعين عاما من الزمن… ؟!.
ألا يستدعي كل ذلك وقفة مراجعة ضميرية من قبل هؤلاء المطبعين…؟!
أم انهم ماضون في غيهم التطبيعي الخياني…ولذلك حساباته المستقبلية….!؟
نواف الزرو