كوناكري، في 30 نوفمبر/ العمانية /صدر للكاتب الغيني “فران كوروما” كتاب بعنوان
“شمسُنا – بواسطة شواطئ المغرب العربي” يتناول فيه الويلات التي عاشها وهو يحاول
الهجرة بشكل غير قانوني إلى أوروبا.
وكان الفتى لم يجاوز سن العشرين بعد عندما قرر ترك كل شيء خلفه والسعي إلى “
مستقبل أفضل” قد يكون على الأرض الأوروبية.
وبدأ “كوروما” يدون المعلومات بشكل يومي على شاشة هاتفه النقال عندما كان موجودا
في مركز لطالبي اللجوء في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقال المؤلف إنه وجد متعة في
الكتابة عن واقعة المعاش منذ عبوره الشاقّ للبحر.
ومع أن كتابات “كوروما”كنت ترمي في البداية إلى التسلي والتعبير عن همومه ومعاناته،
إلا أنها ما لبثت أن بلغت 800 صفحة، وعندما اطلع عليها أقرباؤه تأثروا بها وطلبوا منه
نشرها. فقرر الشاب نشر قصته ليعلم الأوروبيون مدى قسوة الجحيم الذي يعيشه
المهاجرون خلال رحلتهم إلى الضفة الأخرى.
وقال “كوروما” بهذا الخصوص: “أرغب في سرد حكايتي ليعرف الجميع ما يحدث خلال
عبور البحر. بالنسبة لغالبية الذين يصادفوننا نحن المهاجرين، فإننا عديمو القيمة
والأهمية. لا نلج إلى أي شيء، وجميع الأبواب موصدة أمامنا”.
ويأمل الكاتب أن تكون قصته مفيدة للأفارقة الذين يحاولون عبور البحر إلى أوروبا، إذ
يظن الكثيرون أن الأمر سهل وأنه يكفي للمرء أن يركب على متن زورق ليصل إلى “
الفردوس الأوروبي”.
ويعج الكتاب بقصص العنف والتعذيب والتفتيش غير الإنساني والاغتصاب والاستعباد
وخرق الحقوق البشرية، إذ يقول المؤلف إنه كان يعتقد أن البشر لم يعودوا قادرين على
ممارسة مثل هذا النوع من العنف فيما بينهم في القرن الواحد والعشرين.
وقد استغرق” كوروما” تسعة أشهر للوصول إلى إيطاليا انطلاقا من غينيا، ثم ستة أشهر
أخرى لبلوغ بروكسل، مع ما بين المحطتين من جحيم.
ومع أن الكاتب يحكي قصته، إلا أنه يروي أيضا قصة المهاجرين السريين الذين صادفهم
على طريقه ولم يتمكن الكثير منهم من الوصول إلى “الأرض الموعودة”. وهو يعدّ “
شمسنا” وثيقة كي لا يُنسى أولئك الذين كانوا يطمحون لحياة أفضل وماتوا أثناء العبور.
/العمانية /179
(( انتهت النشرة ))