الجزائر، في 30 نوفمبر/ العمانية/ يتناول كتاب “أخلاقيات الممارسة الإعلامية وتزييف
الوعي في عالم مضطرب”، مدى تقيُّد المؤسّسات التي تصنع الرسالة الإعلامية بأخلاقيات
العمل الإعلامي، والضمير المهني.
وبحسب د.محمد قيراط، فإن هذا الكتاب الجماعي الذي أشرف عليه وحرّره، يسعى إلى
استقصاء واقع الممارسة الإعلامية في عالم تسوده النزاعات والحروب، والتشويه
والتعتيم، الأمر الذي جعل الوسيلة الإعلامية، في العديد من الدول، أداة في يد القوى
السياسية والمالية التي توظفها لتشكيل الرأي العام وفق أطر محدّدة لتحقيق أهدافها
ومصالحها.
ويضمُّ الكتاب خمسة أجزاء، يُناقش الأول أخلاقيات الممارسة الإعلامية في زمن التضليل
و(البروباغندا)، ويعرض الثاني جدلية الحرية والأخلاق في الممارسة الإعلامية. في حين
يتطرق الثالث إلى موضوع “الإسلاموفوبيا” وخطاب الكراهية والتحريض وانهيار
أخلاقيات الإعلام.
ويتناول الجزء الرابع من الكتاب إشكالية الأخبار الكاذبة، وظاهرة “الذباب الإلكتروني”
ومسألة “تزييف الوعي”. أما الجزء الأخير فيتطرّق إلى القوى السياسية والمالية
وتأثيراتها على أخلاقيات الممارسة الإعلامية.
ويشير قيراط في تقديمه للكتاب الصادر عن دار الفلاح، إلى أنّ العديد من النقّاد يرون
بأنّه لا يمكن أن تكون هناك علاقات عامة أخلاقية لأنّ الممارسة نفسها تشبه التلاعب
والدعاية، مضيفاً أن الاعتقاد لدى العديد من الصحفيين وواضعي السياسيات وأصحاب
القرار هو أنّ مصطلح “أخلاقيات العلاقات العامة” يحمل في طياته الكثير من التناقضات.
ويلفت قيراط الذي يعمل أستاذاً للعلاقات العامة والاتصال الجماهيري، إلى أنّ مشكلة
الأخلاقيات طُرحت بشكل حاسم في دوائر المهنة وصناعة الإعلام منذ الأيام الأولى
للعلاقات العامة، فقد أثار الإعلاميون والعديد من المهتمّين بالأخلاقيات مشكلة المصداقية
والحقيقة والمعايير المهنية لمن يقفون وراء أعمال العلاقات العامة، وأثيرت أصوات ضد
الدوافع الانتهازية لغالبية أنشطة العلاقات العامة، وكانت الانتقادات تشكو من تحيُّز
ممارسي العلاقات العامة عند تسويق منظماتهم أو زبائنهم لوسائل الإعلام، فهم عادة ما
يؤكدون الأخبار والأحداث الإيجابية ويخفون الجوانب السلبية للموضوع.
/العمانية /178