أبو ظبي في 17 يناير /العمانية/ يسعى “بيتر هينسورث” و”ديفيد روبي” في كتابهما “الأدب الإيطالي.. مقدمة موجزة” للتوغّل في كل ما يرتبط بنشوء هذا الأدب وتشكّله، والجدل القائم حوله، والنقاشات التي تزعم أنه أدب بسيط، في حين أنه أدب معقّد، وذو دلالات وأصداء بعيدة، لا يمكن فهمها أو استيعاب تداخلاتها من دون الاطلاع على التاريخ الإيطالي بأكمله.
ويوضح المؤلفان أنه بالرّغم من الحروب والانقسامات التي عاشتها إيطاليا طويلًا عبر تاريخها، إلاّ أنها شكّلت أدبًا عميقًا تطوّر عبر العصور، حمل فِكر مؤلّفيه، وصبغته الأجواء اللاتينية والكلاسيكية والإنسانية والفلسفيّة، ممّا جعله غير مُستساغ للقارئ العادي غير المطلّع على تاريخ إيطاليا، فهو أدب “عصيّ على الفهم أو التأويل من دون خلفيّته التاريخيّة والسياسية”.
ولا يندرج هذا الكتاب الذي ترجمته نور طلال نصرة وراجعه د. أحمد خريس ضمن الكتب السّهلة والمختزلة كما يوحي عنوانه على أنه “مقدّمة موجزة”، بل يُعد مدخلًا إلى عالم وأجواء الأدب الإيطاليّ، ضمن رؤية غير تقليدية وغير متبعة في الاطّلاع على سمات الآداب. فالقضايا الشائكة والمعضلات المطروحة التي يناقشها تسُوّق الأفكار وتتشابك لتشكل صورة واضحة لدى القارئ البعيد عن هذا الأدب المعقّد والعميق.
ولا يتناول الكتاب الصادر عن مشروع كلمة- أبو ظبي، أهم الروائع الإيطاليّة ضمن تسلسلها الزمني، إنّما يلقي الضّوء على أعمال لافتة في سياقها الأدبي ليعكس من خلالها القضايا المطروحة عبر ستّة فصول.
وينطوي الكتاب على الكثير من أسماء المبدعين الإيطاليين؛ ابتداءً من تيجان الأدب الإيطالي الثلاثة (دانتي وبترارك وبوكاتشيو)، وانتهاءً بالكتّاب المعاصرين علاوة على تبيانه للتاريخ الإيطاليّ الطويل، وكيفية تشكل الأدب من جهة أخرى وظهور اللغة الوطنية في ظل بعض الصعوبات.
ويُناقش الكتاب أهم الأعمال الأدبية الإيطاليّة على مرّ العصور، وأهمية اللغة اللاتينية وكيف تشكلت اللهجات المحلية وتطورت لتصبح لغة وطنية لعموم إيطاليا، إضافة إلى دور المرأة ومكانتها في نتاج الأدب الإيطالي.
/العمانية/
ع م ر