افتتحت رقية الفورية الجلسة قائلة : (هناك ممن تولى مناصب إدارية في بدايه النهضة المباركة بعد السبعين وقد حمل فوق طاقته وقدراته ومهاراته وتعلم بعدها بالممارسة والخطا والصواب . ليس هناك عذر أن لا نتقدم كل هذه السنوات فنحن لسنا دوله الأمس فنحن امبراطورية عمانية خبراتها وصلت آثارها في الشرق والغرب).
واسهب محمد المعمري في قوله : (هذا واقع لا يدركه إلا الجيل الذي عاش بداية النهضة ولكن جيل اليوم عليه تقييم وموازنة سبب ما تم وما لم يتم. هنا البعض يتحدث عن خمسين سنة ماذا عملنا فيها !!! لو علموا ما وضع في الخمسين سنة من ليليها وفجرها وخيرها وشرها وحلوها ومرها لأنصف الماضي وأخذ منه عبره واعتبر الحاضر والمستقبل وأخذ منه فكره. السلطنة دخلت مرحلة التطور والتنمية الشاملة منذ بداية النهضة المباركة بقيادة السلطان قابوس رحمه الله في ظل ضعف توفر بنية اساسية أو تسهيلات ومنشات حديثة والأهم من ذلك عدم توفر الكوادر الوطنية المؤهلة لشغل الفرص التي تفرضها خطط التنمية بصورة كافية حيث توفرت بعض الكوادر وتم تسخيرها في قطاعات ذات أهمية وطنية وقد لا تتطلب شهادات عليا أو خبرات كبيره وبعض من المؤهلين أصحاب الخبرة من الذين عادوا من الغربة من أبناء الوطن تم الاستفادة منها قدر الإمكان حيث عملت الدولة على تدريبهم وتأهيلهم لمساعدتهم لأداء المهام والواجبات المناطه بهم كمرحلة أولى وكذلك الإستفادة من الخبرات الأجنبية حسب الإمكانيات المالية إلى أن تأخذ الأجيال الشابة والمؤهلة مهامها وتقوم بدورها الافضل كونها حضت بالتعليم الجيد خارج السلطنه وشاهدت التطور في تلك الدول وتعلمت وكسبت المعرفه منها ويجب عليها تسخير معرفتها لتنمية بلادها بصورة أفضل وأرقى. كان عدم توفر الموارد المالية بصورة كافيه مؤثرا على سرعة التطور الذي ينشده جيل اليوم.
وأضاف :
علينا أن ننظر إلى الأمور نظرة شمولية من جميع الجوانب. الآن الأفكار تغيرات والآمال كبرت للأجيال الشابة بأن يروا من رأوه في دول الخارج وهذا طبيعي وهذا هو دورهم. المعطيات تفرض نفسها في كل عصر وجيل والمراحل الحياتية أيضاً متغيره أتت وتأتي بما يتناسب مع كل جيل وأدواته وإمكانياته وتعليمه ووفرة ماليته ومن هنا يستطيع كل جيل أن يسلم الراية للجيل اﻵخر بكامل ما أوتي من قدوه ويتسلم الجيل الجديد مهمته لخدمة نفسه ووطنه ومجتمعه مكملاً على بناء غيره سواء كان هناك غفلة او هفوة او كبوة.
وقال راشد الشيادي مخاطبا جيل اليوم : (لم يدرك جيل اليوم ما فعله القدامى وما واجهوه من تعب ومشقة وعناء لوعورة الزمان والمكان. أيها الجيل الصاعد الآن أنت في امتحان صعب فإما أن تكون على هذه البسيطة بأمن وأمان أو تشقي نفسك وغيرك بفكرك. الزمن يحتاج لعقول لا لحقول فارغة فلتسابق الزمن بالجديد قبل أن تقطع عليك الحياة ويحاصرك الفكر. والهمة الهمة والعمل والتنفيذ. عمان محتاجة للعقول).
وقالت ناشئة الخروصية : (الآن القيادات العليا جميعها من حملة الشهادات الجامعية العليا من ماجستير و الدكتوراة و منهم من كانوا ينتقدون سابقا وعلينا منحهم الفرصة لإعادة هيكلة تلك الجهات وتوزيع المسؤوليات والإختصاصات علي الموظفين وتطبيق المساءلة في تنفيذ الأهداف الموضوعة.
وأضافت :
الجيل السابق قبل إدخال خدمة الانترنت كان يواجه تطورا سريعا وكان ببحث في مصادر المعرفة المتاحة مثل المجلات العلمية الشهرية للحصول علي المعلومات الفنية بالذات أما الآن فالمعرفة متاحة بنقرة اليد علي الحاسوب).
وعلق عبدالله السبتي بقوله : (يصعب ان نصف الجيل الحالي بالمتعالي ولكل زمان جيله التي يتوائم معه فلا يمكن أن اقول لابني أن دراستي في خيمة امتياز على جيلهم وانني بنيت عمان وانهم متعالون. لا اعلم لماذا يقف القدماء على عتبة بناء عمان وكانهم حملوا الاسمنت والطابوق على ظهورهم. الدول تضل تبنى ولا ينتهي البناء وما يقوم به ابناء اليوم في ضل التقنية يفوق بناء الامس وهو مكمل له).
وأضافت وفاء اليعقوبية بقولها : (الكل بنى عمان كلا في فترة عطاءه حسب المعطيات والإمكانيات التي كانت متوافرة في وقتها. ما دمت تملك امكانيات بسيطة فهذه حدود بناءك اما اليوم ونحن نمتلك ما نمتلك من مقومات وفيرة ساهمنا في تقدم نهضة عمان وسابقنا عليها كثيرا من الدول. العبرة في النهاية أن عملية البناء تكاملية و مترابطة وتشاركية. إن السابق الذي مر لم يكن سهلا أبدا لكن تلك كانت امكانياته و قدراته وبلا شك بأن فترة حصوله على المعلومة أو تطويره لها ما كانت بالهينة لكن بإدخال التقنية على عمان كان لزاما على الدولة
أن تقوم بما يواكب التطور الذي كان يحصل في العالم وقتها).
وأضاف خليفة الرحبي قائلا : (حلقة البناء مستمرة ومتكاملة ومتواصلة. لا ننكر دور الأوائل من أبناء عمان في بدايات النهضة الحديثة ولكن كان لازما أن يكون للجيل الحديث دور في البناء يواكب مرحلتهم وكان لا بد من تمكينهم واعطائهم الفرصة الأكبر. ربما من الأشياء التي لم تعجبني كثيرا هو بقاء البعض في المناصب لسنوات طويلة جدا وكأنه لا يوجد غيرهم يستطيع أن يحمل راية البناء والتعمير والتطوير).
وقال اشرف الهنائي في نظرة تآملية : (نقطتان لا أرضى عنهما الأولى مقولة تتردد بالتصريح وبالتلميح أن ليس بالإمكان أفضل مما كان وهذه مقولة خاطئة ومحبطة للهمم. في كل المجالات سواء التجارة او السياحة او الطرق او التعليم يمكنكم دراسة ما تحقق معنا مع ما حققته دول أقل منا دخلا و اقل تعليما و أقل في العديد من المحاور الاخرى. الثانية التعذر بأن قيادات السبعينات والثمانينات لم تكن على القدر الكافي من العلم والدراية و الخبرة و أن الإستعانة بالوافدين كانت هي المنقذ وهذا غير صحيح بالمرة. صحيح أن منهم من لم يملكوا الأوراق الموشاة من جامعات مرموقة ولم يكونوا خريجي نظم تعليم نظامية لكنهم كانوا خريجي افضل النظم التعليمية بمعايير ذلك الوقت وكانت لهم المكانة العلمية بمعايير ذلك الوقت والدليل هو المكانة التي كان يعامل بها العماني العالم والتاجر من وسط أفريقيا إلى وسط آسيا. إن لم تكن لدينا رؤية متعمقة لأسباب بعض الاخفاقات التي نعايشها فعلى الأقل لا نلقيها على جيل السبعينات).
إدارة مجموعة عمان المجد
٦ ديسمبر ٢٠٢٠ م