الأوتوقراطية مصطلح يطلق على الحكومة التي يرأسها شخص واحد، أو جماعة، أو حزب، لا يتقيد بدستور أو قانون، ويتمثل هذا الحكم في الاستبداد في إطلاق سلطات الفرد أو الحزب.
وتوجد الأوتوقراطية في الأحزاب الفاشية أو الشبيهة بها، وتعني الكلمة باللاتينية الحكم الإلهي، أي أن وصول الشخص للحكم تم بموافقة إلهية، والأوتوقراطي هو الذي يحكم حكماً مطلقاً ويقرر السياسة دون أية مساهمة من الجماعة، ويختلف هذا المصطلح عن الديكتاتورية من حيث أن السلطة فيه تخضع لولاء الرعية، بينما في الدكتاتورية فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف وحده.
ولا زال الكثير يحكمون العالم ضمن هذه النزعة، مطبقين سياسة الأمر الواقع على الشعوب، وقلة قليلة من تحكم بعكس ذلك، خاصة في البلاد العربية، لذلك نجد سلطة الحديد والنار هي الحاكمة على كل من يخالف هذا الأمر.
فنظام الحكم هذا الذي تكون فيه السلطة مركّزة في يد فرد واحد يمتلك وحدَه كل السلطة التي لا يحدّها شيء، وهذا لا يعني دائماً غياب القوانين والدساتير في هذا النظام، ولكن يعني بالأساس قدرة الحاكم الأوتوقراطي (الفرد) من الناحية الواقعية، على تخطي القوانين والدساتير في حالة وجودها استناداً إلى عدم وجود آلية مستقلة في النظام قادرة على أن تفرض القوانين فتجبره على احترامها.
ويتميز نظام الأوتوقراطية بمجموعة من السمات التي تميزه عن غيره من أشكال الحكم، كالتحكمية في ممارسة السلطة وقصرها على ذاته أو أشخاص معينين يثق بهم ويساعدونه في سطوته وتحكّمه، وغياب أي توزيع للسلطة وإلغاء كل المؤسسات أو الجمعيات السياسية والاجتماعية التي قد تؤدي دوراً مؤثراً، فتشكل منافساً لمن هم في السلطة، وتركيز كل القوة السياسية في يد فرد واحد، كذلك إلغاء أو إهمال القاعدة التشريعية للسلطة السياسية، والأخطر إلغاء الحريات المدنية أو تقييدها بدرجة كبيرة، والقضاء على كل الأنشطة التي تقع خارج دائرة الحكم.
وهناك سيطرة الانفعالية والاندفاعية على عملية صنع القرار، إذ إن عدم وجود فاصل يفصل بين الحاكم والدولة أدّى إلى تكريس درجة عالية من التدخل والتحكم وتسييس كافة المجالات، حتى وصل الأمر إلى التدخل في الحياة الشخصية للأفراد، واستخدام وسائل استبدادية لتحقيق التحكم السياسي والاجتماعي تبدأ من الدعاية والسيطرة على وسائل الاتصال، وفرض واجب الطاعة والتخويف والاستخدام الفعلي لوسائل الإرهاب والقمع والقهر، ووجود جهاز بوليس سري يستخدم في القضاء على المعارضة.
عبدالعزيز بن بدر القطان