آنتاناناريفو في 13 يناير/العمانية/ تحتضن مدينة الفن في العاصمة الملقاشية “آنتاناناريفو”
معرضا للنحات /سالامون راكوتومانانا/ المعروف في الأوساط الفنية بلقب /مانانارت/
والذي تتجاوز شهرته حدود هذه الجزيرة الإفريقية الواقعة في المحيط الهندي. ويعرف
الرجل بعبقريته في منح حياة ثانية للخشب، خاصة خشب الأبنوس وخشب الورد والخشب
الأبيض، من خلال تحويله إلى منحوتات رائعة وغير مسبوقة.
ومن الخصوصيات المميزة لهذا الفنان أنه ينجز منحوتات غير مكتملة عن قصد انطلاقا
من جذوع الخشب، فيصنع بذلك مفارقة تخلب اللب بين الجزء الذي شمله العمل والجزء
الذي ظل كما هو. ويسمح هذا الجزء الأخير بتثمين القطعة عبر التذكير بالطريق الذي
سلكته منذ الضربة الأولى للإزميل.
وتعد أعمال هذا النحات المبدع ثمرة لتجاربه الطويلة وأبحاثه العديدة التي أنجزها أثناء
مشواره المهني الثري. وإذا كان البعض يمتهن النحت حبا فيه أو لنزوة ما، فإن /
مانانارت/ احتك به منذ الطفولة كونه ابن نحات وحفيد نحات ورث بشكل طبيعي مواهب
أجداده وتألق في الأخذ بأجملها.
فمع أن الفنان أنجز أول منحوتة له في سن العاشرة من العمر، إلا أنه انتظر بعد ذلك 13
سنة قبل أن يقرر الانطلاق بشكل جدي في هذا الطريق ويقتفي أثر أسلافه. وقد أسس في
ثمانيات القرن الماضي ورشة “مانانارت” التي حفلت فيما بعد بمنحوتات فريدة تختلف
كلها عن بعضها البعض.
العمانية/179