“رغباتنا”، مسلسل جديد حول الإمبراطورية الاستعمارية في الكاميرون
ياوندي في 20 يناير/العمانية/ يعكف المخرج الكاميروني /جان-بيار بيكولو/ على مسلسل
جديد يسعى من خلاله إلى تعويض الغياب شبه التام في الأعمال السينمائية والتلفزيونية
للاستعمار الغربي لإفريقيا الواقعة جنوب الصحراء. ويبدأ المسلسل من مدينة “دوالا”
الكاميرونية في 1884 عشية مؤتمر برلين وتقاسم إفريقيا من طرف القوى الاستعمارية
الغربية.
وكان شيوخ القبائل آنذاك في الكاميرون منقسمين في وجه مشروع معاهدة ضم البلد من
طرف ألمانيا. وقال المخرج في هذا الصدد: “نحن كلنا نجهل بشكل تام كيف تم كل ذلك،
فميلاد الدولة لم يتناول حقيقة من طرف كتب التاريخ، لا وحتى من طرف السينما
والتلفزيون”.
وقد احتاج /جان-بيار بيكولو/ لوقت طويل لسرد القصة المجهولة لأولئك الشيوخ
التقليديين الذين قبلوا ضم ألمانيا لأرضهم وكتبوا بذلك وثيقة سموها “رغباتنا” (عنوان
المسلسل). غير أنه أكد أن هؤلاء الشيوخ كتبوا في بداية الأمر إلى ملكة بريطانيا لتجعلهم
ضمن رعاياها، لكن هذه الأخيرة ماطلت في الرد، ما سبب نزاعا داخليا بينهم.
ويتضمن المسلسل المعارض /لوك بريزو بيل/ الذي كان واحدا من المقاومين الأوائل
لاحتلال الكاميرون، بالإضافة إلى أشخاص مرموقين آخرين من بينهم /كينغ بيل/ و/كينغ
آكوا/. وقال المخرج: “أنا أحب جدا هذه الشخصيات التي تشبه شيئا ما ممثلي الويسترن
لكن بخليط من الثقافة الإفريقية”، مشيرا إلى أنها تحمل أسماء مستعارة أو ألقابا تمتزج
فيها اللغة الانجليزية بأسمائها الأصلية رغم أنها تتحدث الفرنسية في المسلسل.
ويستخدم الألمان مختلف الوسائل للحصول على موافقة الشيوخ التقليديين كالتهديد بالديون
المتراكمة والرشوة من خلال المال المقدم ل /كينغ بيل/ والذي لا يشارك فيه الآخرين
أبدا. وبحسب /جان-بيار بيكولو/، فإن العودة إلى جذور الكاميرون تسمح أيضا بفهم
مشاكل إفريقيا الحديثة.
ويبرز المسلسل الطريقة التي يستخدم بها الألمان ذلك الوجه الكاريزمي المتمثل في /كينغ
بيل/: فهو من يبيعونه السلاح ويعطونه المال، وهي عناصر يكتشفها الأفارقة سنوات
عديدة بعد الاستقلال. ويستنكر /جان-بيار بيكولو/ كون صندوق النقد الدولي يمارس اليوم
الضغط على القارة السمراء حول الديون، مشيرا إلى أن هذا يدل على أن المجتمعات
الإفريقية لم تتغير كثيرا في نهاية المطاف وإنما “تدور في حلقة مفرغة”.
ومن أجل الكف عن الدوران في حلقة مفرغة، يطالب المخرج الكاميروني بمعرفة
ماضي القارة لاستخلاص العبر.
العمانية/