الجزائر، في 25 يناير/ العمانية/ يُنظم معهد الترجمة بجامعة الجزائر، أبو القاسم سعد
الله، يومي 21 و22 فبراير المقبل، الجلسات الوطنية الأولى للترجمة تحت عنوان “
اللُّغات والترجمة في الخطابات المعاصرة”، وذلك عبر تقنية التحاضر عن بُعد، بمشاركة
العديد من الباحثين والجامعيين.
ويتناول الملتقى أهمية الترجمة في التعامل مع الترادف في علم اللُّغة، بوصفه المرآة التي
تعكس فهم معنى الكلمة في لغةٍ ما ثم تنقُّله إلى المتلقّي في اللُّغة الأخرى. ويستعرض
الظواهر التي تُعنى بالكلمات في بُعدها اللُّغوي السيمائي الثقافي والتعليمي، وذلك
بالاعتماد على مقاربة نظرية وتطبيقية وفق ثمانية محاور هي: تعليميّة الترجمة في ضوء
تعليميّة اللُّغات، والتعدُّد اللُّغوي وعلم الترجمة، وترجمة النصوص المتخصّصة
وخاصيتها، وترجمة النصوص الأدبية الجزائرية من خلال شهادات مترجمين مختصّين،
والترجمة من الجامعة إلى سوق العمل عبر شهادات مترجمين معتمدين لدى المحاكم،
والترجمة في البحوث العلمية والأكاديميّة، والترجمة وحوسبة اللُّغة، والترجمة والتلاقح
الثقافي.
ويُؤكد منظّمو هذه التظاهرة أنّ الممارسات اللُّغوية تطوّرت عبر العصور والحضارات
نتيجةً لاحتكاك المجتمعات والثقافات، وهو ما أدّى بالتبادلات اللّفظيّة إلى أن تخلق ظواهر
لغويّة عدة من بينها التداخل وعلامات تعدُّد اللُّغات. وبما أنّ اللُّغة هي ذلك الوعاء الذي
تصبُّ فيه الثقافات، فإنّ هذا الأمر يجعلها تتبدّل نتيجة للتطوُّر الذي يشهده التاريخ.
وبحسب المنشور التعريفي بالمؤتمر، لعبت الترجمة دورا مهما في التطوُّر الذي شهدته
الممارسات اللُّغوية؛ إذ إنّ الكلمات الموجودة في لغةٍ ما هي أول ما يقوم المترجم بنقله
عند ممارسته للترجمة، حتى وإن لم تكن هي كلُّ شيء يُترجمه في النص، ذلك أنّ هذه
الكلمات قد تحمل شحنات ثقافية تقف في خلفية النص الأصلي وتُحيط به وتجعل المعنى
الظاهر مختلفًا عن المعنى المقصود به دلاليًّا، وذلك لارتباطها بسياق معيّن أو ثقافة
معيّنة.
ويرى منظمو المؤتمر أن الثقافة هي جسدُ النصّ، واللُّغة هي القلب الذي يجعله ينبض،
وأن التفاعل بينهما يُنتج استمرارَ حياة النصّ، كما أن الترجمة تمثل “النسيج الذي يُحاكُ
بين ثقافتين”، وبالتالي لا يُمكن أن تعدّ الترجمةُ عملية انتقال لفظيّ بين لغة المصدر ولغة
الهدف، ولكنّها نقلٌ للمعنى.
/العمانية /178