عمّان، في 22 فبراير/ العمانية/ قال الروائي المصري عادل عصمت إنه ينتمي إلى ما
أسماه “مدرسة محاولة الفهم” في الكتابة، إذ يقوم بتبسيط الأمر على نفسه من خلال كتابة
النص على مراحل، وتفكيك خيوط التعقيد في الحكاية للوصول إلى الفكرة الأساسية، مع
استخدام لغة سهلة وأحداث متسلسلة من دون تعقيدات.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمتها مكتبة عبد الحميد شومان للحديث حول رواية “
الوصايا”، بُثت عبر منصة (زووم) وصفحة المكتبة على (فيسبوك)، وأدار الحوار فيها
د.مصلح النجار.
وأشار عصمت إلى تأثره بالأديب نجيب محفوظ، ليس فقط بسبب روايات الفائز بنوبل
التي طالعها أكثر من مرة، ولكن بسبب الطريقة التي كان يكتب بها محفوظ ونظرته
للحياة واتساع أفقه الذي قرّبه من وجدان القراء.
ونوه عصمت إلى أن كتابات محفوظ، كانت تحمل الوسطية في التفكير، ومحاولة ربط
التجارب الثلاث الكبرى للإنسان؛ وهي التجربة الذاتية والتجربة الاجتماعية والتجربة
الكونية، مشيرا إلى أنه لم يصدف الكثير من الأدباء الذين استطاعوا أن يربطوا التجارب
الثلاث بعضها ببعض كما فعل محفوظ.
ووضح أن الأدباء يتأثرون بما يدور حولهم، كما يتأثرون بمن حولهم، ويتعلمون أيضا
مما يطالعون من الكتب من لغات العالم المختلفة، إضافة إلى ما يتعلمونه من الكتب
الصادرة بلغتهم ولأدباء يعيشون في البيئة نفسها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “الأدب
المكتوب بلغتك يعلمك، حتى وإن لم يعجبك”.
وأكد عصمت أن أكثر أفضل وأقرب الجوائز الى قلبه خلال مسيرته الأدبية، هي جائزة
نجيب محفوظ، وذلك لأنها عرّفت الكثير من القراء به في الوطن العربي.
وتحكي رواية “الوصايا” التي اختيرت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية
العربية لعام 2019، حكاية عائلة مصرية وأجيالها في الصعيد، بداية من عشرينات القرن
العشرين، مرورًا بحقب الملكية وقيام ثورة يوليو وحكم جمال عبدالناصر ورحيله وفي
خضمها حدوث النكسة، مرورًا بمجيء الرئيس محمد أنور السادات وحرب أكتوبر.
وتتناول الرواية التي استخدم فيها الكاتب لغة تعتمد على السرد المكثف وجمل الحوار
القصيرة، قصة جد العائلة الذي يخلُف للحفيد عشر وصايا، تظل ماثلةّ أمام ذلك الحفيد
طوال عمره.
يُذكر أن عادل عصمت وُلد في عام 1959، وله مجموعة قصص قصيرة بعنوان “
قصاصات” وتسع روايات منها “أيام النوافذ الزرقاء” التي فازت بجائزة الدولة التشجيعية
للرواية عام 2011، وحصلت روايته “حكايات يوسف تادرس” على جائزة نجيب محفوظ
للأدب المقدمة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2016.
/العمانية/174
(( انتهت النشرة ))