الجزائر، في الأول من مارس/ العمانية/ التأمت بمقر مركز البحث في الأنثروبولوجيا
الاجتماعية والثقافية بوهران فعاليات ندوة بعنوان “وهران.. مدينة المعرفة والتعايش”،
بمناسبة الذكرى الـ 229 لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني، بمشاركة عدد من
الباحثين والأساتذة الجامعيين.
وتوزّعت مداخلات الندوة على أربعة محاور: واقع التحريرين الأول والثاني لمدينة
وهران في الكتابات التاريخيّة، ودور العلماء والطلبة في تحرير وهران، والمعالم
والشواهد المعمارية لمدينة وهران في العهد العثماني، ودرس تحرير وهران من خلال
إبراز لحظة المعرفة والتعايش.
وارتأى المنظّمون تقسيم هذه المحاور إلى جلستين علميتين، تضمّنت أولاهما أربع
محاضرات، هي: وهران مدينة المعرفة والتعايش (د.بومدين بوزيد)، ووهران رهانات
التحرير والتأسيس (د.الصادق بن قادة)، ودور مالقة الاستراتيجي واللُّوجستيكي في
الاحتلال الإسباني الثاني لوهران والمرسى الكبير سنة 1732م (د.هلايلي حنيفي)،
والتحرير النهائي لمدينة وهران من الاحتلال الإسباني 1792م بين استراتيجية الباي
محمد بن عثمان الكبير ومعاهدة الصلح (د. حميد آيت حبوش).
أمّا الجلسة الثانية، فتضمّنت مداخلات ركّزت في مجملها على الدور الذي لعبه بعض
الساسة والطبقات الاجتماعية في تحرير مدينة وهران، من خلال بعض ما أوردته كتابات
عدد من المؤرّخين. ومن أهمّ المحاضرات فيها: تحرير وهران من خلال كتابات المؤرخ
محمد غالم” (د.بن عمر حمدادو)، والتسامح والتعايش في وهران بعد التحرير.. الأسير
تدينات في عهد الباي بن عثمان الكبير أنموذجا (نورالدين ولد الباي)، وتحرير وهران في
الإسطوغرافيا المغربية (د.عبد الحق شارف، وأمينة محيوس)، ودور نشاط التجسُّس في
تأمين مدينة الجزائر وتحرير وهران الثاني (د.عبد الكريم شوقي)، ووهران 1912-
1732.. قراءة في كتاب الصادق بن قادة (د.حورية جيلالي)، ودور البايات في تحرير
سواحل وهران (د.حليمة مولاي)، والدور الريادي للعلماء والطلبة في تحرير وهران (
د.محمد بن جبور)، وفتح وهران في كتابات أبي راس الناصري (د.محمد العباسي).
وأجمع المحاضرون على أنّ مدينة وهران ارتبطت بالمعرفة العلمية ورمزية حضور
بعض المتصوّفة والفقهاء، حيث عُرفت بنخبها العلميّة والروحيّة التي عُدَّت “حارسة
المدينة”، كما ذاع صيتُها عندما فتحت ذراعيها لاستقبال المهاجرين الأندلسيين، وكانت
مرافئُها فضاءً اقتصاديًّا ودينيًّا وثقافيًّا، وشهدت فترات استقرار ازدهرت فيها الحركة
العلمية، فكانت مقصدًا للعلماء، وكانت مدرستا الشيخ الهواري بن اعمر وإبراهيم التازي
منارتين للعلم والصلاح وفعل الخير، قبل الاحتلال الإسباني، ثم كان التجديد لهذا الإشعاع
العلمي مع فاتح وهران ومحرّرها محمد بن عثمان الكبير سنة 1792م، إذ تأسّست مدارس
كان شيوخها من قادة رباطات وهران التي شكّلتها تلك النخب العلميّة من دارسي العلوم
الدينيّة، فكانت “المدرسة المحمدية”، وحلقات مسجد الباي، ومدارس بطيوة، كليات علمية
حقيقية.
وقد ارتبط تاريخ تحرير وهران، ومشاركة نخب المدارس العلميّة، بسمتين بارزتين؛
التسامح والتعايش، والارتباط بالمدينة والأرض وعدّ وهران ثغرًا ورباطًا جهاديًّا.
/العمانية /178
(( انتهت النشرة ))