لم أكن مكتفيا بالقاء قصائدي الشعبية في الميدان والمسبّع وذلك بسبب قصر الوقت وضيقه ولكي أخفي غضبي وامتعاضي من حكاية الوقت طلبت كوب شايٍ أحمر فهو مشروبي الحار المفضل ثم أنني تفاجئت بأن الذي لبى لي الطلب وأتى بكوب الشاي كان يعرف بأنني سأشرب الشاي عرفت ذلك واحسسته من خلال طريقة تقديم الشاي لي وأيضا من خلال ابتسامته العريضة التي يحاول اخفائها عني خصوصا ونحن متواجهان وجها لوجه!
إلا أنني سبقته في الكلام متناولا منه صينية التقديم!! فقلت له لماذا تحاول كتما ضحكتك؟! فأجابني في خجل منكسا رأسه ومن بين شهقات الضحك اول مرة في حياتي أشاهدك بهذا الحال وفي غاية من العصبية!! لقد كنت دائما ذو طلعة بشوشة مبتسمة لقد كنت كثيرا ماآسأل نفسي متى يكون فاضل غضبان؟!! نعم لقد كان هذاالسؤال يتبادر إلى ذهني كثيراً والآن رأيت بأم عيني شكل غضبك! فأنتابتني ضحكة مدوية بقهقهة عالية انتبه لها معظم الجمع الحاضر في تلك الإحتفالية وكاد كوب الشاي ان يقع من على صينيته وينكب ثم قلت له وماذا بعد هل عرفت لماذا كنت غضبان قال لي ربما عامل قصر الوقت الذي كان لك وربما قد تم تحديده مسبقا فأجبته نعم هذا هو الذي حصل بالضبط وازيدك من الشعر بيتا واحدا وهو ان الوقت الذي كان قد احتسب لي هو خمس عشرة دقيقه وقد تم اخباري عن ذلك قبل الحفل بيومين ولهذا فقد قمت بتجهيز نفسي وحضرت ماأمكن لي تحضيره نظرا للوقت المحدد إلا انني اتفاجأ بأنه تم تنقيص الوقت للوحة قد أدخلت في البرنامج للتو وهي حناء زفة المعرس ولم يكن لدي علم بذلك فهذا الذي قد اغضبني ولست وحيداً في امتعاضي بل حتى الجمهور الحاضر وراعي الحفل أيضا هو الآخر قد ذهب زعلاناً اسفاً لا أعرف كيف سيتم ارضائه!!
على العموم..حفلنا سار على مايرام وانتهى بشكل طيب رغم هذه الحركة التي ليس لها ما يبررها بدليل غضب راعي الحفل وامتعاضه لقد اخذت من وقتي خمس دقائق بدون أدنى سبب يذكر واللوحة التي قدمت في الحفل لم تكن ضمن البرنامج المعد مسبقا! لا أدري لماذا لم يخبروني بذلك قبل أن اصعد على المسرح حتى أحتاط لنفسي ؟! وبعدها انتهى حديثي مع مقدم الشاي واستأذنته كما استأذنت غيره من الحاضرين بالإنصراف…
بقلم الاستاذ/ فاضل بن سالمين الهدابي