قال الشاعر حافظ إبراهيم( الأم أستاذ الأساتذة الألى.. شغلت مآثرهم مدى الآفاق )
كل الأمهات مثاليات بلا استثناء، فهي الصرح العظيم الذي كُرم من المولى عز وجل، وأوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بطاعتها وأن الجنة تحت أقدامها، وهي الأحق بالصحبة من دون كل البشر.
الأم هي همسة الحب، نهر دافق من الحنان والفرح والبهجة الصادقة، وهي التي تمسح دمعة الحزن وتنشر في رُبانا العطور وتهدينا من السعادة ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.
الأم أول من يقف بجوارك إذا اشتدت الهموم وعصفت بك الأحزان، وهي التي ترسم لهذا الكون صورته في أجمل الألوان وكل ما في الكون يحمل سرها، وسماؤها قبس من الرحمن ، وكل أيام الله عيد لها، والعالم مهما صغر فإن الأم تبدو كبيرة، إنها امتداد الحياة إذ لا حياة بدونها.
الأم تعمل طول اليوم دون أن تشتكي، مهما كان تعبها، وتهدينا أرق الألحان وأعذب الأنغام التي لا يعزفها إلا قلبها الكبير وإن كان داخلها يعتصر ألما.
الأم تفتح لنا كل يوم نوافذ الأمل لننطلق بكل حب نحو مستقبل مشرق وضاء ، هي ليست برقا يومض لمرة واحدة ويتلاشى بعدها، إنما ضياء يسكن القلب وينير العقول، الأم بذرة إلابداع تغرسها في صغيرها حين تهدهده بأهازيج الأمومة لتكون مدخله لعالم الشعور، الأم رمز للفعل الإيجابي يهزم كل ما يوقف قاطرة العزيمة والرغبة الصادقة في بلوغ الغايات الملهمة للأجيال، والتجربة الناصعة في كيفية توظيف طاقات أزمنة العنفوان الفتية وقدرة الصبا، وأن لا سقف للأحلام ولا منتهى لما يكون أن يكون، الأم تمهد الطريق للمشاريع المستقبلية التي في طور التشكل ومفاجآت تصل حد الأبهار، يوقن كثيرون أنها لا بد أمنية.
لا أحد ينكر فضل الأم غير ناكر وجاحد، فكل الأمهات قدمن تضحيات كبيرة لكي يتعلم أبناؤهن ويتقدموا في الحياة، وتحملن المصاعب واحترفن الشقاء، وسهرن الليالي لأجل راحة أبنائهن، وبعضهن افترش الأرض في الأسواق ليوفرن القوت لهم.
سلام الله عليك يا أمي، والسلام لكل الأمهات.. والعذر منكن جميعا، لقد تاهت مني الكلمات وامتلأت عيناي بالدموع.
بدر بن عبدالله الهادي