اليوم تكمل الحرب المركّبة في عامها السادس حرب في اليمن وعلى اليمن عامها السادس ، هذه الحرب العبثية بشقيها العلني والخفي تعد من اقذر الحروب التي شهدتها المنطقة طوال القرن الماضي والحالي ، هي في حقيقتها في الداخل حرب من أجل الحرب جرى الدفع بها وفق ايدولوجيا ماضوية ليس لها علاقة بالقرن العشرين ولا بالقرن الحادي والعشرين ، وتم تغليفها بشعارات لاتمت للواقع بصلة ، حربً لاستعادة الدولة ومن اجل دولة تسودها الديمقراطية والعدالة والمساواة ويحكمها القانون لكنهم جميعهم لم يقرؤا كتابً عن الديكقراطية ولم يسمعو لا عن جان جاك روسو وعقده الاجتماعي ، ربما كانو مبهورين بنيرون الذي احرق روما ذات يوم او انهم كانو من عشاق ديرون الرهيب آمر قلعة الباستيل الذي قتل عشر ة الآف من الفرنسيبن في ساعات الظهر الأولى الذين اقتحموا الباستيل ، او أنهم كانو شغوفين بحب بول بوت عراب حقول القتل في كمبوديا في ثورة الخمير الحُمر ، استهوتهم مقولات كتاب الأمير لميكافيلي فصاروا انتهازيون قتلة وسفلة حتى النخاع ، حرب اليمن بازار كبير تم فتحه للمتعيشين والمقتاتين من بقايا وطن ، هذه هي الحقيقة السوداء ، حرب اليمن او الحرب على اليمن جزء من لعبة الأمم تتصارع فيها قوى اقليمية ودولية على هيئة ثعابين ضخمة رؤوسها في الخارج وذيولها في الداخل ، ابطالها ورجالها المحليون لا يتجاوز دورهم دور احجار على رقعة الشطرنج حد وصف الامريكي ” .” حربً ليست مكلفة على أحد كما يقول المثل الشعبي اليمني الشهير ( الحجر من الأرض والدم من رأس القبيلي ) معظم تمويلات الحرب هي من اليمنيين من الجبايات التي يدفعها اليمنيون من قوتهم الضروري ، فعندما يسود اللامنطق وتسيطر على المشهد مجموعة من انصاف الساسة والمثقفيين فإن الحرب والفوضى تصبح هي لغة الحوار ، بعد ان اكملت الحرب عامها السادس نحن في امس الحاجه ان نفكر بطريقة اخرى خارج النص ومحدداته العرجاء الغبية التي جعلت من اليمني اشبه بجمل مغمض العينيين يدور في معصرة ، وهذا الأمر قد يكون صعب المنال في اللحظة الراهنة مع صعود وتنامي الهويات الفرعية والنعرات المناطقية الجهوية على حساب الهوية الوطنية الجامعة ، وانحسار دور القوى الوطنية بفعل التشرذم وتقاسم الولاءآت وظهور مشاريع صغيرة خارجه عن نواميس الطبيعة وموروث اليمن الحضاري العريق ، لكن نقطة الضوء التي يمكن المراهنة عليها في ليل اليمن المُدلهم الحالك السواد هي حالة الوعي الشعبي الذي اثبت الأحداث أنه متقدم على النخب السياسية التي تتصدر المشهد ، هذا العامل الذي يتم تجاهله هو من جعل الحرب تدخل ربعها الأخير ، وهو الذي يدفعنا للقول ان الحل سيكون من خارج المشهد من قوى بدأت بالتشكّل بعيداً عن امراء الدم والصراع وبعيداً عن النخب التي استهلكت وتعرت وسقطت عنها آخر اوراق
التوت وباتت فاقدة للشرعية ، هذه القوى تعمل وفق ثوابت وطنية ترفض الوصاية والتبعيه
سياسات المحاور وتنحاز لليمن .
- رئيس المركز الدولي للإعلام والعلاقات العامة IMC
. عبدالرحمن الرياني