مسقط في 29 مارس /العمانية/ يضم معرض المخطوطات الذي تقيمه عن بعد هيئة
الوثائق والمحفوظات الوطنية على موقعها الإلكتروني خمسا وعشرين مخطوطة من
المخطوطات النفيسة المتاحة رقميا لجميع الباحثين والدارسين في مختلف دول العالم
تماشيا مع توجه الحكومة في التحول الرقمي.
ويهدف معرض المخطوطات إلى إبراز دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في حفظ
وصون التراث الفكري العماني والعربي والمتمثل في المخطوطات، فقد قامت الهيئة منذ
تأسيسها بتصوير وتعقيم وترميم مخطوطات المواطنين والمقيمين في السلطنة وفقا لأعلى
المعايير الفنية العالمية، والتي بلغت (2275) مخطوطة رقمية وجارٍ العمل على إعداد
فهرس خاص بهذه المجموعة.
وقامت الهيئة أيضا باقتناء أصول المخطوطات التي تحوي على مضامين ذات أهمية
علمية وتاريخية؛ وتملك الهيئة أكثر من 75 ألف مخطوطة حتى نهاية العام الماضي في
مختلف العلوم حيث عملت الهيئة منذ إنشائها على جمعها من الأرشيفات الدولية
والمكتبات الخاصة داخل السلطنة وخارجها وترميمها والمحافظة عليها وتحويلها رقميا.
وقالت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد، مديرة دائرة المعارض الوثائقية بهيئة الوثائق
والمحفوظات الوطنية: إن معرض المخطوطات الذي يقام عن بعد يهدف لإبراز مجموعة
قيمة من المخطوطات التي تمتلكها الهيئة وتتفرد بها، وإبراز الكنز التاريخي والحضاري
للأجيال وتحقيق المعرفة ونشر الوعي عن هذا الإرث الثمين على مر العصور.
وأضافت الدكتورة حنان أن التقنيات الرقمية الحديثة؛ أسهمت في تطوير عملية نشر
وإتاحة المعرفة حتى يستفيد منها الباحث لغرض الدراسة وهذا ما تسعى هيئة الوثائق
والمحفوظات الوطنية لتطبيقه.
من جانبه قال سيف بن مسلم بن سعيد المحروقي المكلف بفهرسة، وتوصيف المخطوطات
بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: إن إقامة هذا المعرض بالمخطوطات يأتي تجسيدًا
لشعار معهد المخطوطات العربي لهذا العام “التراث في زمن الأوبئة”، حيث قسم
المعرض إلى ثلاثة أركان: ركن المخطوطات الأقدم إذ تحتفظ الهيئة بمجموعة قيمة من
المخطوطات الأقدم والنادرة منها شرح كتاب منظومة في الصلاة للشيخ أبي نصر فتح بن
نوح النفوسي المغربي شرحها الشيخ عبد الله بن عمر بن زياد بن أحمد الشقصي البهلوي
بناء على طلب الإمام بركات بن محمد، يقع الشرح في (236) صفحة، تاريخ نسخها في
شهر ربيع الاخر943هـ (1539م)، كما عرضت مخطوطة تفسير الجلالين للعلامة عبد
الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي، نسخت في 20 رمضان 1025هـ (30 سبتمبر
1616م)، وما تتميز به أيضا هذه المجموعة هي نسخة من مخطوطة غاية الإتقان في
الطب تأليف الطبيب البارع صالح بن نصر الله الحلبي نسخها حنا بن عيسى في سنة
1122هـ (1670م).
وأضاف المحروقي أن ركن نفائس المخطوطات يعرض من خلاله مخطوطة كتاب
الأنوار ومفتاح السرور في ذكر مولد المصطفى، نسخها عيسى بن صالح وهي المنسوخة
للشيخ أحمد بن نعمان الكعبي كاتبة الدولة العلية في عهد السلطان سعيد بن سلطان، كما
يجد زائر المعرض مخطوطة رسالة في العقيدة للشيخ عثمان بن أبي عبد الله العزري
المشهور بالأصم وهو من علماء القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) وتعد هذه
المخطوطة فريدة في مضمونها، نادرة في وجودها.
وأشار إلى أن ركن مخطوطات القرآن الكريم تضمن بضعة مصاحف شريفة من أبرزها
مخطوطة نفيسة للمصحف الشريف للناسخة المتقنة في رسم الخط بمهارة ودقة عالية ”
بنت عامر بن سالم المنذرية” وكان فراغها من النسخ يوم السبت 4 ذي الحجة 1218هـ
(15مارس 1804م)، حيث أدركت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أهمية العناية
بالتُّراث المخطوط، فحرصت على أن تضمّن خطة عملها برنامجا يُعنى بالمخطوط اقتناء
وتصويرا وحفظا؛ وذلك إدراكًا منها في إحياء التُّراث المخطوط من أولويات العمل
الثقافي الهادف إلى إرساء قواعد النهضة العلمية الثقافية على أساسٍ مكين من القيم
الرُّوحية والأخلاقية والإنسانية.
/العمانية/
ع م ر