في الأسبوع قبل الماضي كنا سويا قد تابعنا واستمتعنا كعمانيين إلى الفنان المصري حمزة نمرة وهو يتغنى بياصانع اصنع لي طيارة والتي تغنى بها من داخل أروقة مطار مسقط فكانت ملازمة للجو العام في المطار فهناك المغادرون وهناك العائدون من رحلات السفر وهناك طائرات تستعد للإقلاع والمغادرة وأخرى تأتي حائمة لتحل بركابها العائدون من رحلات سفر طويلة كانت ام٥ قصيرة – دولية أم محلية داخلية.
وبالتالي فإن الأغنية حظها وافر بشكل كبير وكثير في المشاهدة والإستماع إليها للإستمتاع بها ولهذا فإن السواد الأعظم من العمانيين قد استمع إليها بكل سرور وفرح لما للأغنية من حب جم في قلوبهم فهي عزيزة عليهم! حبيبة ألبابهم ومكنونة وجدانهم! ديوانية التأليف والتلحين – أسكن الله قائلها في مستقر رحمته ورضوانه -.
إن الفنان حمزة نمرة غناها كما ينبغي أن تغنى فهو لم يخرج عن النص الكلامي قيد أنملة ولم يخرج أيضا عن النوته التلحينية أبداً ولهذا فإن أدائه قد لامس حسن إنصات العماني له وهو يغنيها بإحساسه الهائل الذي اذهلنا جميعا وكأنه في إحدى ليالي السمر السعيدة في صلالة!! ومن الملاحظات الطيبة الجميلة.
أن نمرة غنى ياصانع بإصطحاب الموسيقى الإيرلندية التي هي الأخرى ألانت لنا القلوب ولامست المشاعر – فالأغنية بكل أدواتها قد جعلتنا نستحضر شمّ رياحين اللبان والبخور الظفاريين اللذين يكون تحضيرهما ملازم لكل المناسبات السعيدة في محافظة ظفار – إننا كعمانيين نتقدم بالشكر الحار جداً والممزوج بالحب النابع من الأعماق إلى الفنان حمزة نمرة على أغنية ياصانع اصنع لي طيارة.
وهذا الأمر بطبيعة الحال ليس بغريب عليه كمطرب عربي فهو ابن جلدتنا وقد استطاع أن يوصل هذه الأغنية إلى العالم ونحن بحاجة إلى ذلك حتى يتعرف العالم على التراث الغنائي لسلطنة عمان وخصوصياته وفي تصوري هناك كم هائل من الشعر الغنائي للشاعر الراحل جمعان ديوان وشعراء عمانيين آخرين لم يتم الكشف عنه.
وبالتالي فأننا نتمنى من جهات الإختصاص في هذا الجانب أن يتم الكشف عنه بأقرب فرصة ممكنه حتى يتعرف العالم أجمع على عمان وخصوصيتها كبلد عريق وأصيل من خلال تراثها الغنائي! ونحن واثقون كل الثقة بأنه سيحظى بإهتمام بالغ من قبل الموسيقيين والفنانين العرب والموسقيين العالميين لمايحتويه من الوان موسيقية فريدة وغاية في الجمال في الكلمة واللحن والإيقاعات المتعددة الأشكال!!.
ثم إنه بالإضافة إلى ياصانع اصنع طيارة هناك أيضا شجرة الهيل ، وياصولي ونصوص غنائية أخرى يجب أن يفتح مندوسها ويتم رفع غطائه عنها بمعنى آخر يجب أن تغنى بشكل حديث مطور لا يخرجها عن رونقها واصالتها حتى يستمع إليها الجمهور العربي في أنحاء العالم العربي والعالم وكما أسلفت حتى يتعرف علينا العالم بشكل أكبر ولا ننسى في أيضا في مهرجاناتنا السياحية الموسمية أيضا حبذا لويتم استقطاب الفنانين العرب ذوي الشهرة والسمعة المرموقتين من أجل تعريفهم واطلاعهم على مكنونات التراث العماني خصوصا ذلك الذي يعنى بالغناء والموسيقى حتى يتغنى به أولئك الفنانين ولم لا؟!.
فتجربة الفنان حمزة نمرة مع ياصانع هي خير دليل على كلامي هذا فنحن قد استمعنا إلى هذه الأغاني الشعبية الجميلة بأصوات عمانية جميلة ومحببة إلى قلوبنا ولها حضور بدواخلنا لا يوصف ولكن أعتقد بأنه حان الوقت إلى إشهار تلك الأغاني عربيا لتتعرف الجماهير العربية قاطبة إلى الغناء العماني الذي هو بالطبع جزء لايتجزأ من الغناء العربي بشكل كلي.
فشخصيا كنت أشاهد علامات الأعجاب على وجوه العازفين الأوروبيين الذين كانوا بصحبة إيقاعاتهم وآلآتهم الموسيقية الأخرى مع المطرب حمزة وهو يغني للراحل جمعان ديوان – ياصانع إصنع لي طيارة وأيضا على وجوه نزلاء المطار الذين يريد المغادرة والقادمين من السفر وموظفي المطار وعماله – وهذا أكبر دليل على إن الغناء العماني سيكون مرغوب عربيا وعالميا.
فاضل بن سالمين الهدابي