في مدرسة الكوفة
وفق كتب التراجم والسير، تطورت مدرسة الكوفة كثيراً في عهد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وبلغت مكانة مرتفعة في العلم والتعليم، وبحسب المعلومات أن المدرسة في عهده قد ضمن ما يناهز الـ 4000 محدث.
ونقلاً عمّا ورد في كتاب الإمام أبو جعفر محمد الطوسي (شيخ الطائفة الشيعية) آنذاك “الرجال عند ذكر أصحاب الإمام الصادق عليه السلام” قد بلغوا 3224 راوياً كلهم من رواد مدرسة الكوفة، وهذا يبين أهمية المدرسة في عهده رغم وجود تيارات عقائدية منحرفة إلى جانب الوضع السياسي الصعب الذي مر به الإمام ذات نفسه.
ازدهرت مدرسة الكوفة في عهده كثيراً، وذلك من خلال الحركة العلمية النشطة التي كانت في عهده، كما أن للإمام الصادق دور كبير في علم الحديث، باعتباره أحد رواد مدرسة الكوفة الحديثية لكثرة تلاميذه، حيث أشرف بشكل مباشر على تدوين الحديث إلى جانب تدوين المعارف الإلهية والإنسانية ومثل هذا المجهود إنما يهدف إلى حفظ التراث الإسلامي من الضياع.
هذا الأمر بعث على الاهتمام بالتدوين وانتشر هذا الأمر بين التلاميذ وهو ما حفلت به كتب الرجال والتراجم ومصنفات التفسير والحديث والعلوم التجريبية والإنسانيات، كما تنبه المؤلفون إلى مسألة التبويب وفرز الأحاديث من خلال اتباع السند ورجال السند
بالتالي، اهتمت مدرسة الكوفة في دراسة متون الأحاديث من خلال إخضاعها للفحص والتحليل ومعرفة العلل المتنية وغير ذلك، وإخضاع الحديث للموازنة.
أخيراً
ووفق المذكور في المصادر التي نقلت منها أعلاه، بما يخدم موضوعي على قصره
لكن بما روي عن سيدي الإمام جعفر بن محمد الصادق وآل البيت عموماً
لا بد أن
(يخضع لعلم الجرح والتعديل وقواعد علماء الحديث والأثر)
وذلك من باب الأمانة المهنية والدينية على حد سواء
لأن هناك الكثير ممن ينسبون أحاديث كثيرة وأقوال لآل البيت عليهم السلام
لكن كل ذلك خارج دائرة الجرح والتعديل وشروط اهل الحديث والاثر
ولأن أهل البيت عليهم السلام هم من أحرص الناس على الإسناد وعلى التزام هذه القواعد فلا بد من اعتمادها بما يتوافق ونهجهم الأصيل بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المستشار / عبدالعزيز بدر القطان.