في إطار جهود الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم لخدمة القرآن الكريم؛ انطلقت يوم أمس (الخميس) دورة تدريبية مجانية بعنوان: (بعض سور الصلاة)، وتهدف إلى التركيز على تصحيح التلاوة والحفظ لسورة الفاتحة وبعض سور القرآن الكريم (الفيل – قريش – الماعون – الكوثر – الكافرون – النصر – المسد – الإخلاص – الفلق – الناس).
وقد قسمت الدورة على محورين:
المحور الأول: التركيز على التلاوة الصحيحة على يد معلم متقن، مع الاهتمام بالمخارج والصفات، ومعالجة اللحون (الأخطاء) الجلية والخفية.
المحور الثاني: تسميع المشارك السور المقررة التي حددها المعلم لكل يوم.
وتتضمن الدورة عددًا من المهارات اللازمة للتعليم والتعلم، ومنها: الاستماع، والقراءة، والتطبيق العملي، والمحاكاة، والكتابة.
إن المعلم في دورة (بعض سور الصلاة) يركز على تلاوة السور المقررة أمام المتدربين، ثم يطلب من كل واحد منهم أن يتلو السور الجديدة، ويصحح أخطاءهم، كما أن المعلم في هذه الدورة يسمع للطلاب الحفظ القديم.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة تستهدف جميع الفئات العمرية من العمانيين وغير العمانيين المقيمين على أرض السلطنة، وتقدم عن بعد؛ بواسطة تطبيق (زووم).
وقد قسمت إلى خمس فترات متوالية خلال شهر رمضان المبارك 1442هـ، وتستمر كل فترة خمسة أيام، وكل فترة تستهدف فئة مختلفة عن الفترات الأخرى، ويدرب فيها المشاركون -حسب اختيارهم- خلال الفترة الصباحية أو المسائية؛ بمعدل ساعة ونصف يوميًا.
وقد شهدت المرحلة (الأولى) من التسجيل إقبالًا كبيرًا؛ فقد تجاوزت أعداد المسجلين ثلاثمائة وعشرين مشاركًا ومشاركة، وقد وزعوا على الفترتين: (الأولى، والثانية)، وبلغ عدد المتدربين الموزعين للمشاركة في الفترة (الأولى) مائة وثلاثة وثمانين (سبعة وستين مشاركًا، ومائة وست عشرة مشاركة)، موزعين على ثلاث عشرة حلقة.
وسيفتح باب التسجيل في المرحلة (الثانية) للفترات الأخرى خلال الأسبوع المقبل -بمشيئة الله تعالى-.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور خالد بن سالم بن حمد السيابي (رئيس مجلس إدارة الجمعية): أنزل الله كتابه الكريم، وجعله منهجًا للحياة، ونبراسًا للسير إلى الله -تعالى-، وفي ظل الحيرة التي تستولي على قلوبنا الغافلة نحتاج إلى تصحيح بوصلة المسير عبر آي الكتاب العزيز، وتأتي هذه الدورة لربط الناس بسبب عزهم، وبسبيل تقدمهم وتطور أوطانهم، وهو القرآن المجيد، من جهة حسن تلاوته، وإتقان حفظه، واستجلاء معانيه.
ويقول الأستاذ ماهر ممدوح علي عجيل (المشرف التعليمي بالجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم): إن دورة (بعض سور صلاتي) هي بمثابة انطلاقة لكل مبتدئ، وفيها ترسيخ وتثيبت للمتمكن، ورغم إن مدتها خمسة أيام ولكنها عظيمة في مادتها وأثرها؛ فهي تركز على عمل مهم من أعمال الصلاة، وهو قراءة سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة، وبفضل الله -عز وجل- فقد لاقت رواجًا كبيرًا في المجتمع.
من جانب آخر نظمت الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم بالتعاون مع إدارة جامع خالد بن الوليد بولاية بركاء اليوم (الجمعة) محاضرة بعنوان: (سورة البروج تتحدث من جديد) عبر البث المباشر في اليوتيوب وفي تطبيق زووم، قدمها الدكتور خالد بن سالم بن حمد السيابي (رئيس الجمعية)؛ تحدث في بدايتها عن فضل القرآن الكريم وعلاقته بشهر رمضان المبارك، ثم أكد على أهمية الإخلاص لله في أي عمل يقدمه الإنسان، واستشعار الافتقار الدائم التام إلى الله في كل جوانب الحياة، وبين أن الله قد جعل القرآن الكريم وسوره تتحدث إلينا بشكل مستمر، وترتبط بواقعنا.
ثم بين أن موضوع السورة العام هو أهمية الثبات على الإيمان في وقت الفتن والتحديات.
وتفرعت منه خمسة مواضيع: (قصة أصحاب الأخدود – جريمة الذين يفتنون الناس عن الدين، وخطورة مسلكهم – الفوز الكبير لا يكون إلا عن طريق الإيمان والعمل الصالح – نماذج من المتكبرين – علو شأن القرآن الكريم).
بعدها تطرق إلى أهمية التدبر المؤدي إلى تغيير السلوك نحو الصلاح، والبعد عن العصيان.
ثم ساق بعض الحقائق العلمية المتعلقة بالشمس والنجوم والسماء والمجرات.
بعدها شرح كيف أن التأمل في آيات الله المنظورة يوصل إلى اليقين بالله وحده دون المخلوقات والماديات والأسباب، ثم انتقل إلى موضوع آخر مهم، وهو وجوب أن نحرص على أن تكون عباداتنا مؤثرة إيجابًا على حياتنا، وكذلك شرح كيف أن تأمل عظمة خلق الله في هذا الكون العظيم تعرف الإنسان بمقدار حجمه، وتوجهه إلى أهمية الاستعداد لليوم الآخر.
بعد ذلك تحدث عن قصة أصحاب الأخدود -كما جاءت في بعض الروايات- والغلام المؤمن، وأن سبب قتلهم كان بسبب ثباتهم على الإيمان بالله العزيز الحميد، فعلى المسلم أن يقارن بين حجم الابتلاء الذي قد يتعرض له مقابل ما تعرض له أصحاب الأخدود.
ثم بين معنى الإيمان بالله، الذي يصرف الأمور، ويسبب الأسباب، ويوفق المطيعين له، ومن أعرض عن طريق الهداية فإن الله شهيد عليه، كما أن الله شهيد على كل من يمر بأحوال وظروف صعبة؛ فليلجأ إليه كل مبتلى؛ فبيده -سبحانه- رفع الضر. وكذلك فإن الله يبتلي الناس؛ ليختبرهم، ويكفر سيئاتهم، ويرفع درجاتهم إذا ما أحسنوا التعامل مع الابتلاء.
ثم بين أن الذي يصد عن سبيل الله، ويفتن الناس عن الدين؛ فإن مصيره جهنم خالدًا مخلدًا فيها إن لم يتب ويعد إلى الله، وإذا تاب غفر الله له فضلًا منه -سبحانه وتعالى- وإحسانًا.
ثم بين أنه كما ذكر الله جزاء الظالمين فقد ذكر كذلك جزاء المتقين الصالحين؛ الذي هو الفوز الكبير.
ثم وجه نصيحة أخيرة إلى كل من استقام على دين الله فعليه أن يثبت؛ وأن يصبر؛ فإن الوقت يمضي سريعًا، وسيكون المنقلب إلى الله وحده؛ فيجزي كل عامل بما عمل.
وفي الختام أعطى نبذة مختصرة عن الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم وعن أهدافها ومراكزها وأنشطتها.
تجدر الإشارة إلى أن الطالب عبدالله بن سالم بن عبيد الخالدي قد افتتح اللقاء بنشيد بعنوان: (غردي يا روح).