تكلمت عن السيرة النبوية، واحترت من أين أبدأ؟ السيرة النبوية كنز عظيم، نبعٌ لا ينضب، ذهبٌ لا يصدأ، وأجمل السير النبوية تلك التي كتبت بموضوعية علمية، وليس هناك شخصية لقيت من اهتمام العلماء والدارسين ما لقيته شخصية الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس هناك أمة اعتنت بتاريخ نبيها بكل تفاصيله ودقائقه كما اعتنت الأمة الإسلامية.
السيرة النبوية لا تدون إلا بقواعد، وهذا ما نجده في كتب السيَر والأخبار، قال الحافظ، والمحدث الكبير والجامع، الإمام أحمد بن حنبل: (ثلاثةُ أمورٍ ليس لها إسناد: التفسير، والملاحم، والمغازي)، وهذا القول كمنهجية في التدوين أمر جلل وخطير جداً، ما يعني أن هناك قسم من المؤرخين وعلماء التأريخ، تساهلوا بطريقة أو بأخرى في عملية تدوينهم تلك، لأن لا يترتب عليها حكم شرعي، كـ (أحكام الفقه والصلاة والحديث النبوي وإلى ما هنالك)، أما الأخبار هناك تساهل فيها، لكن رغم ذلك هناك ضوابط وقواعد للكتابة والتدوين، لأن أمهات الكتب التاريخية لها قواعد، ومن يتطفل على موائد التاريخ، عليه أن يقرأ المقدمات، لأنها وفي كل كتب التاريخ سواء لابن الأثير وابن كثير وسير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي وتاريخ الطبري تجد الضوابط والمنهجية في التدوين والتأريخ، ومن يريد الرجوع لأي شخصية إسلامية لا بد من قراءة أمهات الكتب الآنفة الذكر.
وكتب السير بطبيعة الحال، هي أخبار تم جمعها ومن ثم تدوينها، فيها الصحيح وفيها الضعيف وفيها الموضوع وفيها المكذوب وغير ذلك، وهي كتب محققة من قبل البعض، لكن البعض أخذ قواعد علم الحديث وأسقطها على علم التأريخ والأخبار فتم تضعيف الكثير وتم تصحيح الكثير وصارت الأمور متداخلة، لم يعرف صحيحها من ضعيفها، كما حدث في قصة “الإسراء والمعراج” والاختلاف في تاريخ هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك مولد النبي ووفاته التي اختلف في تواريخها، ولكن ما أود الوصول إليه وفي قرننا الحالي، لم يوجد بعد أحد قادر على تقديم سيرة النبي الأكرم بالشروط المثالية التي يجب أن تكون عليها، وبما يتناسب مع العصر، لكن في خمسينات وستينات القرن الماضي من أمثال عميد الأدب العربي طه حسين وتوفيق الحكيم وعبد الرحمن بدوي، وبصرف النظر عن مهنجهم لكن قدموا السيرة على طريقتهم من زاوية أدبية.
يقول الدكتور طه حسين: (هذه صحف لم تُكتب للعلماء ولا للمؤرخين؛ لأني لم أرد بها إلى العلم، ولم أقصد بها إلى التاريخ. وإنما هي صورة عَرضت لي أثناء قراءتي للسيرة فأثبتُّها مسرعاً، ثم لم أرَ بنشرها، بأساً. ولعلِّي رأيت في نشرها شيئاً من الخير؛ فهي تردُّ على الناس أطرافاً من الأدب القديم قد أفلتت منهم وامتنعت عليهم، فليس يقرؤها منهم إلا أولئك الذين أتيحت لهم ثقافة واسعة عميقة في الأدب العربي القديم. وإنك لتلتمس الذين يقرؤون ما كتب القدماء في السيرة وحديث العرب قبل الإسلام فلا تكاد تظفر بهم).
لو قرأنا سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، المجتمع آنذاك كان مجتمعاً جاهلياً يتعامل بالربى ووأد البنات، وكان في الأساس مجتمعاً على دين سيدنا إبراهيم عليه السلام، (الأنبياء والرسل كلهم مجتمعين، رسالتهم التوحيد أي توحيد الله تبارك وتعالى دون الإشراك فيه) وكان العبد يتضرع إلى الله دونما أية وساطة، قال تبارك وتعالى: (وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان فليستجيبوا لي وَليؤمنوا بي لعلهم يَرشدون)، وهكذا كانت تُحفظ كرامات الناس، دونما تدخل من أحد، والإنسان لا ينحني إلا لله عز وجل ولا يطلب إلا منه لأن تبارك وتعالى هو الغني وهو الجبّار وهو العزيز وهو الوهّاب وهو الرزاق، ولا يطلب من مخلوق ضعيف، الذي مهما علا شأنه لا يستطيع أن يكون إلهاً، وهذا هو التوحيد، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
وبالتالي، عندما أصبح هنالك حالة من الممكن تسميتها (انحراف عَقَدي) أيام “عمرو بن لحي” سيد مكة ومن سادات العرب، أول من غير دين إبراهيم الحنيفية والذي كان يقوم على توحيد الله، حيث أنه أدخل الأصنام لتعبد من دون الله، وتحولت التلبية إلى (لبيك اللهم لبيك، لبيك إلا شريكاهو لك تملكه وما ملك)، وجلب الأصنام (ود، سواع، يغوث، يعوق، ونسر) وبدأ الناس يشركون بالله، قال تبارك وتعالى: (ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا)، وبالتالي إن مجيء النبي هنا كان لإعادة هذا المجتمع العربي الإسلامي إلى مكانته الصحيحة من رفع للظلم ويلغي الربا، وغير ذلك، لأن الله تعالى يريد أن يحقق العدالة على الأرض، وجبريل عليه السلام أعطى النبي المفتاح الأول بعد خلوة النبي وجلساته في غار حراء متعبداً ومتأملاً.
لننظر بعد ذلك، متى بدأ التشريع وأين؟ وما هو التشريع؟ التشريع هو المعرفة والعلم، وجبريل عليه السلام أعطى هذا التشريع لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليكون بداية للتصحيح من الفساد والاعوجاج الذي كان سائداً آنذاك، هذان المفتاحان كفيلان بأن يصححوا أي مجتمع، ومن هنا بدأت القصة، وقال جبريل للنبي محمد: (إقرأ، وقال النبي: ما أنا بقارئ وكررها عليه ثلاث) وهنا حكمة الباري عز وجل الي أراد أن يكون رسوله المبلغ لا يقرأ ولا يكتب ليملك الحجة الإلهية في الأرض، وكانت القراءة أن يقرأ النبي (بسم ربك الذي خلق)، والقراءة هي مفتاح العلم من قراءة التاريخ وقراءة الآخر وقراءة المجتمع وكل المجالات، قال تبارك وتعالى: (الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان)، الله سبحانه وتعالى علم الإنسان البيان بأول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه تكون بداية الديانة المحمدية هي المعرفة والعلم، ونحن أساس العلم والمعرفة.
وعندما عاد النبي إلى بيته وقال لزوجته خديجة عليها السلام (دثروني) هنا بدأ البناء الروحي لحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر)، هذا البناء للبدء بإزالة الظلم الاجتماعي عن الناس وهذه جل الرسالة، وبدأت القصة عندما جمع الرسول أصحابه وكان فيهم الرومي والفارسي والعبد والمملوك والسيد وكل الأطياف، وبدأ معهم بالتربية الروحية جميعهم، ولم يقل لهم أن نبدأ بتكتلات أو زعامات وميليشيات مسلحة أو أحزاب، كما واقعنا اليوم، وعلم النبي أصحابه معنى التوحيد ومعنى أن يكونوا عبيداً لله وهنا قمة الشعور بالرفعة ومكانة الإنسان عند الله تبارك وتعالى وكل هؤلاء هم أسياد وملوك عند الله تعالى.
بعد هذا الإعداد الروحي بفترة معينة، جاهروا بالدعوة وأصبح هناك استعداداً لها بعد التربية الروحية وذهبوا إلى المدينة المنورة، وكان النبي الكريم قلبه معلق في بلده ومدينته التي عاش فيها وتربى فيها وفيه أهله وأقاربه وأصدقائه، ومكة المكرمة عزيزة على قلب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما وصل إلى المدينة عمل بأخلاق الدعوة والرسالة ولم يكن هناك كما اصطفافات اليوم وحالة التمذهب والطائفية المريضة، التي فتت أمتنا اليوم، نبينا كان مشروع وحدة أمة، فكان من أول أعماله في المدينة أن آخى في الله بين المهاجرين والأنصار وعلمهم الحب في الله وهنا فقه الحب حاضراً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منذ أن استقبله أهل المدينة، وبدأت المؤاخاة والمصاهرات واللقاءات والتربية الروحية وبدأ إعداد مجتمع كبير رغم تحفظ وخوف البعض، لكن النبي وضع وثيقة المدينة المدنية الجميلة التي أعطى فيها للنصارى واليهود حقوقهم كاملةً من عباداتهم إلى ممارسة شعائرهم، ما يعني أن معاهدة المدينة هي صك المواطنة الكاملة في العيش الكريم والعيش المشترك وكلهم قبلوا بها، وليس كدساتير البعض اليوم تم تقسيم الأوطان تحت مذاهب وشيع وأحزاب ومكونات وهم يتشاركون الوطن وجميعهم يتمتعون بالمواطنة، (عربي وكردي وآيزيدي وشيعي ودرزي وسني وصابئة وووإلخ).
وعندما رحل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن هذه الدنيا، واكتمل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والقرآن، قال تبارك وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، وهذا منهج متكامل، لكن أمتنا اليوم انقسمت، لأن ما من أحد يريد العودة إلى القرآن الكريم، لأننا نصر على أن نكون شيعاً وأحزاب، ولماذا الأمم سبقتنا؟ إسلامنا غير متخلف، بل نحن المتخلفون، لو أحدكم قرأ القرآن الكريم، لعرف أن كتابنا العزيز يذم الفرقة، قال تبارك وتعالى: (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون)، و(إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)، و(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم)، كل هذه الدلالات لا أحد يريدها، ولا أحد يريد تطبيق ما جاء في كتاب الله.
عندما نقرأ السيرة النبوية، نحتاج إلى مراجعات كاملة مثلاً لأحزابنا السياسية، البعض يقول لك الحل في العلمانية، والآخر يقول الإسلام، وبينهما من يطبق اليوم الإسلام الصحيح؟ هذا يريد إسلام المهدوية وهذا يريد إسلام الخلافة الراشدية، فلا الأولى هي على طريق الهدى، ولا الثانية، نحن لم نرَ سوى الذبح أمتنا تذبح الأخوة يذبحون بعضهم بعضاً ظلماً وقتلاً وطائفيةً، هذا يعني أن ذلك إصرار منا على أن نقسم أنفسنا بأنفسنا ولا زلنا نتقاتل منذ 1400 سنة وخنا الرسالة المحمدية وخنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، المذاهب الإسلامية طرق إلى الله تبارك وتعالى للعبادة والتعبد فقط لا غير، والخلافات أمر طبيعي جداً، لماذا نحول الأمور هذه إلى دكاكين، ولا نتعرف بفشلنا، فشلنا عندما كنا شيوعيين ويساريين وتجربتنا الديمقراطية فشلت وكذلك تجربتنا الوطنية فشلت وكذلك القومية، وبالتالي إن مكمن الخلل في العقل العربي والعقل المسلم، عندما ابتعدنا عن التربية، هذا حالنا اليوم الجميع يراه بأم العين، متشرذمة ومنقسمة ولا أحد رغم كل ما يحيط به لا يعترف بأخطائه.
لكن كل للاحترام لمن يقف ويقول: نحن نريد أن نعمل بعمل ما جاء في قرآننا الكريم، لكن أين هو ذاك الذي سيقول ذلك، هل هناك واحد من يدعو إلى مشروع أمة؟ أو بمعنى أدق هل يجرؤ؟ هل يجرؤ أحد أن يقول إن التطبيع عار؟ وإن ذبح الأخوة العرب بحروب وأسلحة تكفيرية في سوريا واليمن والعراق وليبيا والأيغور وميانمار؟ هل يجرؤ واحد أن يقول إن ولاءاتنا اليوم غير متحزبة؟ عير طائفية؟ غير مذهبية؟ عشر سنوات وأشقائنا يذبحون على مرأى ومسمع أمة إسلامية كبيرة جداً، ماذا فعلنا، قمنا بالتطبيع مع قاتلنا، مع من لوّث مقدساتنا مع من اغتصب الأرض وهجّر الشعب، هناك دول تساعد دولاً أخرى لأنهم من ذات المذهب لا لرفع الظلم، وآخرون لنشر فكر معين لا لأجل إيقاف الحروب، والقائمة تطول. السؤال الأهم هل نحن مسلمون؟ الجميع مصر التخندق في طائفته ومذهبه وهذا الواقع مع الأسف، وتجارب دول الربيع العربي والغزو الأمريكي غير دليل على ما أقول.
الأمة لن تنهض إلا بحالة واحدة وهي عندما تقرر الأمة ان تنهض، وهذا القرار بعيد بُعد السماء عن الأرض، طالما نحن حبيسو الماضي لا وحدة، وبالمناسبة كلنا مظلوم، ونحن في شهر الرحمة، لا تزال الهجمة على الإسلام كبيرة في كل التفاصيل التي هي حولنا، حتى بما يروج من مسلسلات فارغة قوامها الماديات (وما الدنيا إلا متاع الغرور)، وكلها استهداف للعقل العربي والإسلامي، حتى السيرة النبوية وكتّابها مع بداية القرن العشرين وسقوط الخلافة العثمانية واحتلال الاستعمارين الفرنسي والبريطاني لبلادنا، هل أحد ينكر أن الأزهر الشريف كان القوة الضاربة على مستوى العالم الإسلامي وكان يرعب الأعداء، بريطانيا كانت تهابه لذلك عمدت إلى شراء كتّاب معاصرين يكتبون السير بلكنة الاستشراق لخوفهم من قوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم اليوم أصبح الإسلام في شهر الرحمة عبارة عن فلكلور، لم نعد نجد محطة عربية وإسلامية تعرض تلاوة القرآن.
علينا اليوم مراجعة أنفسنا، نحن ابتلينا اليوم بأشخاص ترى الإسلام فقط أنه يُختزل في مذهبه، بكل أطيافهم، والإسلام لكي يحلق يحتاج إلى جناحين، لا إلى جناح واحد، يطير بالألفة والمحبة ومشروع الأمة لكن الجميع يريد أن يجعل النص الظني مهيمن على القرآن الكريم وتركوا الهدي القرآني من البسملة إلى الناس، وذهبوا إلى المتشابهات وترى أصحاب المنابر ممن يفسرون القرآن، يميل في التفسير مع ميوله الخاصة وثقافته ومعتقده، والرواية الضعيفة التي بلا إسناد على القرآن ويحرف مراد الله تبارك وتعالى، هل هكذا تنهض الأمة؟ رجال الدين اليوم لا يفقهون بالاقتصاد والأطباء لا يفقهون بالسياسة وبالعكس، ومع ذلك نحترم التخصصات، وأعتقد أن الإسلاميين كلهم ككل التيارات دينية كانت أم لا، جميعهم يحتاجون إلى مراجعة، ولا يوجد حل اليوم لا عند العلماني ولا الليبرالي ولا الإسلامي لأن جميعهم يحتاجون إلى مراجعة كاملة وشاملة، أقطارنا تحتاج إلى وحدة إنسانية، وكل شخص يحترم خصوصية الأديان الأخرى، واعتقاد الآخر ولا يدخل التمذهب في السياسة، وكلمة واحدة بكل صراحة (ابعدوا الدين عن السياسة)، على الأقل في الوقت الحالي، لأننا غير مستعدين وكل تجاربنا السابقة فشلت فشلاً ذريعاً، على الأقل في الخمسين سنة الأخيرة.
لو عدنا إلى السنة النبوية لعرفنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدأ بالتربية الروحية وبالعلم والمعرفة، وكما ذكرا آنفاً حول المعرفة لأن ما من أحد لديه استعداد لأن يقرأ الآخر، نحاسب بعضنا من خلال تراث الماضي دون قراءة الحاضر، المعرفة إن لم تكن متبادلة لن تحقق المراد منها، يجب علينا أن نفعل مضامين القرآن الكريم (إنما المؤمنون أخوة)، (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كالبنيان المرصوص).
وبالتالي، أينما يوجد ظلم، لا يوجد إسلام ولا يوجد قومية عربية كهوية جامعة، وتجاربنا الآنفة الذكر فشلت كما فشلت الماركسية في روسيا والنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، كما فشل الإلحاد، نحن بحاجة اليوم لأن نحصن بيتنا الإسلامي الداخلي بعد أن تم تصدير الإسلام للعالم كنموذج مرعب، عندما بدأت الحركات الإسلامية والتيارات الإسلامية تخرج عن مضمونها وتفعل السياسية في مسلكها ونهجها الديني، ولكن مهما يكن لن أكون خنجراً في ظهر أي حركة إسلامية لأني من دعاة الوحدة الإسلامية رغم وجود أخطاء كثيرة وكبيرة عند الحركات الإسلامية الموجودة الآن (سنّة وشيعة)، التي نقلتها لذوي الشأن من مسؤولين وأصحاب قرار في الدول الإسلامية.
علينا اليوم أن نتخلى عن الطريقة القديمة في الطرح والتبشير المذهبي الذي قتلنا كأمة إسلامية كانت واحدة في يومٍ من الأيام، البعيد كل البعد عن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحل لا يمكن أن يتحقق إلا بالعودة إلى إسلام سيدنا محمد والعودة إلى القرآن الكريم، قال تبارك وتعالى: (شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب).
د. عبدالعزيز بن بدر القطان