الجزائر في 19 أبريل /العمانية/ كثيرا ما قرأنا عن رحّالة عرب جابوا
الأمصار والحواضر والفيافي، وكتبوا مشاهداتهم التي ما زالت مراجع نعود
إليها لمعرفة أحوال الناس في تلك العصور. ولعلّ أشهر أولئك الرحّالة ابن
بطوطة.
وإذا كان من النادر أن نقرأ أو نسمع عن رحّالة من النساء، فإن الرحّالة
الجزائرية وحيدة رجيمي ميرا، تشذّ عن هذه القاعدة، إذ أرادت أن تتقاسم مع
القارئ العربي مُشاهداتها التي سجّلتها عبر رحلات قادتها إلى أكثر من بلد
ضمن كتاب “رحّالة زادُه القلم”، الصادر عن دار خيال للنشر والتوزيع.
وتقول هذه الرحّالة في حديث لوكالة الأنباء العمانية، إنّ “السفر قطعةٌ من
الشوق”، مضيفة أنّ كتابها الذي ينتمي إلى أدب الرحلات يتضمن تسجيلًا
للكثير من الأحداث والذكريات التي دوّنتها خلال رحلات قادتها إلى عدد من
البلاد العربية وبلاد الإفرنج.
وتتابع المؤلفة قائلة: “رحّالة زادُه القلم، يصطحب القارئَ في رحلة إلى بلاد
العُرْبِ والإفرنج من ربوع مزغنة إلى ايدوغ والأوراس إلى الجرف
والبيبان ووادي ريغ، التل والصحراء، ثم إلى فيلادلفيا العرب، عمّان، وفيه
نعرّج على البترا، ونشرب من عيون موسى ومن جبل نبو نطلُّ على أرض
فلسطين الحبيبة، ونشمُّ ريحها المقدسية، وقبة القدس المتلألئة ساطعة، ولا
ننسى فتية الكهف، نصلّي في الحسين لنشدّ الرحال إلى أرض الكنانة،
مصر، أمّ العجائب”.
وتواصل المؤلفة حديثها: “نترك العرب، لتكون الوجهة إلى الغرب، ومن
(بونجوغ) فرنسا إلى (هاي فراو) جرمانيا وهتلر، قبل أن نعود إلى
الخضراء الساكنة في الأكباد، تؤنسُ الناظرين، تونس”.
وتؤكد وحيدة رجيمي ميرا أنّ حبّها للسفر هو ما جعلها تنغمس في سياق
الكتابة في أدب الرحلات، كما أنّ تأثُّرها الكبير برحلات ابن بطوطة
والسندباد البحري، زادها تمسُّكًا بهذا النوع من الأدب، إلى درجة أنّ
أصدقاءها أطلقوا عليها لقب “سيّدة البحر”. وهي تقول في هذا السياق: “هذا
الفنُّ الأدبي يُتقنه مدمنو السفر والترحال، وأنا أنتمي إلى هذا النوع من
البشر، غير أنّ هناك أناسًا يملكون من الخيال الواسع، وقد يكتبون بإسهاب
عن أماكن ما زاروها يومًا”.
وعلى هذا الأساس، ترى المؤلفة أنّ “الأماكن تُغرينا وتجذبنا، فنبوح لها
بخلجاتنا، قبل أن نبوح بها للغير، كما أنّ كلّ الأماكن تصلح لتكون موضوعًا
لأدب الرحلات”.
وعن بداياتها في الكتابة عن الأمكنة، توضح: “عندما زرتُ الأردن في عام
2016، نقلتُ إلى أصدقائي عبر التواصل الاجتماعي، كلّ ما رأيتُ وما
أحسست به، عبر وصف دقيق، إلى درجة أنّ الكثير منهم قالوا أنّهم عاشوا
الرحلة بتفاصيلها، وكأنّهم كانوا معي”.
وترى وحيدة رجيمي أنّ أدب الرحلة تطوّر بتطوُّر التكنولوجيا ووسائل
التواصل الاجتماعي، وأصبح هناك تقاربٌ بين أنواع أدبيّة أخرى مثل أدب
السياحة والسفر، وأدب السيرة.
وعن التقنيات التي تستعملها أثناء الكتابة، تقول: “أهمّ تقنية أعتمدُ عليها هي
تدوين الملاحظات، فضلًا عن الاعتماد على الصور، وتلك الملاحظات هي
الأساس، إذ أُثريها وأضيف إليها ما تقتضيه الحبكة السردية”.
/العمانية/