تُعد المياه المُعالجة من البدائل المُهمة التي تستعين بها العديد من الدول للتعامل مع شح المياه الجوفية من جهة والقليل من استهلاك مياه التحلية باهظة التكلفة من جهة أخرى، وذلك من أجل استخدامها في الري والتشجير والزراعة المنتجة للإسهام في تقليل استهلاك المياه العذبة في تلك الاستخدامات.
وقال سليمان بن خميس القاسمي القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لحيا للمياه: إن السلطنة ومن خلال حيا للمياه، تتم عملية معالجة مياه الصرف الصحي وفق أحدث التقنيات العالمية المستخدمة في هذا المجال عبر استخدام المُعالجة الثلاثية التي تسمح بإعادة استخدام المياه المُعالجة في أعمال الري والتشجير والأغراض الزراعية والصناعية.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن حيا للمياه تسعى جاهدة في التوسع في استخدامات المياه المُعالجة وذلك من أجل المحافظة على المخزون الإستراتيجي للمياه العذبة واستدامته مشيرًا إلى أن حيا للمياه تبنت دراسة تُجريها جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية ضمن اهتمامات الشركة بالدراسات والبحوث المعنية بتحقيق الأمن الغذائي حيث أشارت نتائج تلك الدراسة إلى المأمونية العالية لاستخدامات المياه المُعالجة في ري العديد من المحاصيل الموسمية والدائمة.
وأضاف أن المياه المُعالجة تُعد ثروة وطنية من حيث كونها المصدر البديل للمياه الجوفية ومياه التحلية عالية التكلفة حيث تقوم حيا للمياه بإنتاج كميات هائلة من المياه المُعالجة الناتجة من عمليات معالجة مياه الصرف الصحي القادمة من الاستخدامات السكنية ومختلف المنشآت عبر الشبكات المُمتدة إلى محطات المعالجة البالغ عددها 59 محطة.
وأوضح أن المياه المعالجة تُسهم وبشكل ملحوظ في المحافظة على المياه الجوفية وتحد من استنزافها وذلك عبر تعدد استخداماتها المختلفة في معظم القطاعات الحيوية، الأمر الذي يؤدي إلى استدامة المياه الجوفية للأجيال القادمة.
وأكد سليمان القاسمي على أن حيا للمياه تعتمد حاليًا في جميع محطاتها الجديدة على تقنية أنظمة المفاعلات الغشائية الحيوية، والتي تعد أحد أفضل الأنظمة المطبقة في العالم حاليًا لضمان الحصول على مياه معالجة عالية الجودة وخالية من أي نوع من الملوثات لافتًا إلى أن المختبر المركزي التابع لحيا للمياه يُجري فحوصات مستمرة على المياه المعالجة للتأكد من مطابقتها للمواصفات والمعايير المحلية والدولية.
وذكر أن محطات المُعالجة تُنتج حاليًا ما يزيد عن 238 ألف متر مكعب من المياه المُعالجة يوميًا وتستخدم هذه المياه في أغراض التشجير وري المُسطحات الخضراء في مختلف محافظات السلطنة.
وأشار القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لحيا للمياه أنها ومنذ قيامها عام 2002 تم إحلال المياه المُعالجة بديلا ناجحا عوضًا عن المياه العذبة المستخدمة في ري المسطحات الخضراء الأمر الذي ساهم في ازدياد رقعة المسطحات الخضراء بسبب وفرة المياه المعالجة.
وأضاف أن حيا للمياه تعملُ مع بلدية مسقط لإمداد الحدائق العامة والمتنزهات بشبكات المياه المعالجة كما تعاقدت الشركة مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة لتزويدها بالمياه المُعالجة منها ملاعب الجولف في محافظة مسقط ومشروع الموج والكلية العسكرية وبعض مزارع مشروع المليون نخلة وبنك مسقط ومطار مسقط الدولي وغيرها من الجهات وذلك للأغراض الزراعية.
كما تم التعاقد مع شركة تبريد عمان لاستخدام المياه المُعالجة في عملية تبريد المنشآت وكذلك شركة عمران تستخدم المياه المُعالجة لأغراض التبريد والتكييف في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان كما تستخدم في عمليات رصف وإنشاء الطرق وذلك للتحكم في الأتربة والغبار الناجم من هذه العمليات.
ولفت سليمان القاسمي إلى التحديات التي تواجه حيا للمياه حيث أن هناك العديد من التحديات اليومية منها ما يتصل في قطاع الصرف الصحي على مستوى القوانين والتشريعات وعلى مستوى تنفيذ المشاريع ومن أبرزها عدم وجود نصوص قانونية تُلزم المؤسسات والمنشآت الخاصة والتجارية والصناعية والزراعية على استخدام المياه المُعالجة في أغراض الري والتبريد بديلا للمياه العذبة إضافة إلى عدم وجود خطوط توزيع المياه المُعالجة في كثير من المواقع وارتفاع تكلفة توصيل شبكات المياه المعالجة مقارنة بالمردود المالي للوصلة نظرًا لتباعد المواقع عن بعضها البعض.
وأكد سليمان بن خميس القاسمي القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لحيا للمياه في ختام حديثه أن حيا للمياه تعمل في الوقت الراهن على إعداد خطة شاملة من أجل زيادة قاعدة العملاء المستفيدين من المياه المعالجة من خلال رفع مستوى الوعي بأهمية هذه المياه وما تقوم به من دور رئيس في إيجاد التوازن البيئي استكمالاً للجهود التي تقوم به الحكومة للحافظة على البيئة والصحة العامة كما يجري التنسيق مع الكثير من الجهات الحكومية والخاصة من أجل الحد من استهلاك المياه العذبة واستخدام المياه المعالجة بدلًا عنها.
/العمانية/