أقامت الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم بالتعاون مع أسرة التربية الإسلامية بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-9) مساء يوم الأربعاء (22 رمضان 1442هـ – 5 مايو 2021م) محاضرة عن بُعْد بعنوان: (ربيعك القرآني.. كيف ترويه ألقًا ونورًا؟)، للشيخ سالم بن علي النعماني.
افتتحت المحاضرة بتلاوة عطرة للآيات الأولى من سورة (الرحمن)، قرأها الطالب/ عيسى بن أحمد بن علي الحارثي من الصف الخامس بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي.
ثم بعد بدأ الشيخ المحاضرة؛ فذكر بعض ما جاء في خطبة أبي حمزة الشاري المشهورة عندما كان يصف أصحابه -رضي الله عنهم- وهم يثنون ركبهم على أجزاء القرآن: (قد نظر الله إليهم في جوف الليل، منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن، كلما مر أحدهم بآية من ذكر الجنة بكى شوقًا إليها، وإذا مر بآية من ذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم بين أذنيه، قد أكلت الأرض ركبهم وأيديهم وأنوفهم وجباههم، ووصلوا كلالهم بكلالهم: كلال الليل بكلال النهار، مصفرة ألوانهم، ناحلة أجسامهم؛ من طول القيام، وكثرة الصيام، مستقلون لذلك في جنب الله، موفون بعهد الله، منجزون لوعد الله،…).
ثم تحدث المحاضر عن شيء من وصية سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لقائد جنده سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه-؛ التي جاء فيها: (أما بعد، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العُدَّة على العدو، وأقوى العدة في الحرب، وأوصيك ومن معك بأن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينتصر المسلمون على عدوهم بمعصية عدوهم لله، ولو لا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ فليس عددنا كعددهم، ولا عُدَّتنا كعُدَّتِهم، وإلَّا ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، فإذا استوينا معهم في المعصية كانت لهم الغلبة علينا بالقوة، واعلموا أن في سيركم عليكم من الله حفظةً يعلمون ما تفعلون؛ فاستحيوا منهم، ولا تكونوا في معصية الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدونا شرٌ منا، ولن يُسلَّط علينا، وإن أسأنا؛ فرُبَّ قومٍ سُلِّطَ عليهم شرٌ منهم؛ كما سلط على بني إسرائيل -لما عملوا بمعاصي الله- كفرة المجوس؛ فجاسوا خلال الديار، وكان وعدًا مفعولًا، اسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم، أسأل الله ذلك لنا ولكم).
ثم ذكر المحاضر أهمية الحرص على مصاحبة القرين الحسن الذي يشعر جليسه وكأنه يشتم منه رائحة المسك.
ثم تطرق إلى بعض الأشخاص الذين قد يحفظون القرآن أو يقرأونه ولكن -وكما ورد في بعض الآثار-: (رب قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه)؛ فعلى الإنسان أن يلتزم بما أمر الله –سبحانه، وتعالى-، لا سيما وهو حافظٌ لكتاب الله –عز، وجل-، والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان خلقه القرآن [كما وصفته السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- عندما سُئِلَت عن أخلاقه]؛ أي حينما يأتيه القرآن بحكم فإنه يأتمره، وحينما ينهاه القرآن عن أمر فإنه ينتهي عنه.
ثم شكر المحاضر القائمين على الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم ومدرسة الخوير للتعليم الأساسي وأسرة التربية الإسلامية فيها؛ لجهودهم المبذولة في نشر الخير والهدى والنور بين الناشئة وأعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية والوظائف المساعدة لهم وأولياء الأمور والمجتمع بشكل عام.
ودعا المحاضر في نهاية محاضرته إلى التعاون على البر والتقوى، والمبادرة إلى فعل الخير والصلح بين الناس. كما ورد عن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-: (كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ). وأكد على أن حامل القرآن يجب أن يكون قدوةً، وأن يكون مضرب المثل في المبادرة إلى فعل الخيرات، واجتناب السيئات.
وقد كان في التقديم الطالب: نواف بن نديم بن سالم الزدجالي من الصف السابع بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي.