لا تأبه “إسرائيل” بأي قانون دولي ولا حتى أعراف؛ فهي دولة قامت منذ سنوات طويلة على القتل والإرهاب والمجازر، آخر هذه الجرائم إعدامها بدم بارد الطفل سعيد عودة جنوبي نابلس.
الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، قالت: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الذخيرة الحية صوب الطفل سعيد يوسف محمد عودة (16 عاما) من قرية “أودلا” جنوب نابلس الليلة الماضية، رغم أنه لم يكن يشارك في المواجهات التي كانت تدور على مدخل القرية.
وأكدت الحركة العالمية، في بيان لها، أنه حسب توثيقها للحادث، فإن جنود الاحتلال انتشروا بين أشجار الزيتون القريبة من مدخل القرية، وأطلقوا نيرانهم صوب الطفل عودة لدى اقترابه من المدخل، دون أن يشكل تهديدا، ومنعوا مركبة إسعاف من الاقتراب منه لحوالي 15 دقيقة، ليعلن عن استشهاده لاحقا.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب آخر حاول الاقتراب من الطفل عودة لمساعدته، ما أدى لإصابته بعيار حي في ظهره.
والطفل عودة هو ثاني طفل تقتله قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، ففي السادس والعشرين من كانون الآخِر الماضي، قتلت قوات الاحتلال بالذخيرة الحية الطفل عطا الله محمد حرب ريان (17 عاما) على مفترق قرية حارس بمحافظة سلفيت، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
وحسب متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ فقد جرى أمس وقبل جريمة إعدامه، اختياره للمشاركة في دوري بطولة شرم الشيخ العالمية لكرة القدم بمشاركة 12 دولة عربية، والتي ستقام في الثاني عشر من حزيران المقبل، ضمن فريق أكاديمية بيليه الألمانية الفلسطينية.
إلا أن الاحتلال كان له رأي آخر، فقد سافر سعيد إلى مكان آخر، بعدما قتله مجرمو الحرب الصهاينة.
وقال مدير أكاديمية بيليه مصطفى أبو صفية: إن الشهيد سعيد لاعب ضمن فريق النخبة في أكاديمية بيليه الألمانية الفلسطينية ويلعب في مركز الدفاع، وشارك في أكثر من بطولة دولية من ضمنها بطولة الملك عبد الله في الأردن، وبطولة الصداقة في تركيا، والنشامى في الأردن.
ويضيف في تصريحات صحفية: “كان، وما أصعب أن نقول كان من اللاعبين المحبوبين، والضحكة لا تفارق وجهه الجميل، كان لاعبا متميزا تم اختياره لتمثيل فلسطين مع الفريق الرئيس للأكاديمية في ألمانيا”.
“وسعيد ملتحق في الأكاديمية، ويشارك في تدريباتها ومبارياتها منذ خمس سنوات، ترعرع بيننا، وأتقن لعب الكرة، ونمّى موهبته الجميلة فيها”، يقول أبو صفية.
وأشار إلى أن الأكاديمية دعمت فريق شباب بلاطة بثمانية لاعبين من ضمنهم الشهيد عودة الذي شارك ضمن فريق شباب بلاطة بـ12 مباراة، آخرها قبل حوالي أسبوع ضد هلال أريحا، فاز فيها الفريق ليتأهل لدور الثمانية، في بطولة طوكيو الرابعة للشباب، وكان عودة لاعب وسط، وصانع أهداف فيها، وحمل الرقم “22”.
والدته تبكي بحرقة، وتقول: إن طفلها لم يذنب، وإنه أعدم عن سبق إصرار وترصد من قوات الاحتلال الغاصب.
تؤكد أن فلسطين تفخر بسعيد وأمثال سعيد، وأن الاحتلال مهما قتل ومهما فعل؛ فإن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقهم وأرضهم وقدسهم.
وأضافت أنه كان يجهز نفسه للسفر إلى شرم الشيخ، وكان سعيدًا جدًّا، إلا أن الاحتلال كان له قول آخر.
تبكي وهي تتحدث، وتقول: “هو ثالث أبنائي، حرمنا الاحتلال منه في أيام الشهر الفضيل، عشية عيد الفطر، حسبي الله ونعم الوكيل”.