الدور الخفي لنتنياهو والمتطرفين اليهود :
١. بلا شك أن إستراتيجية جس النبض التي بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمساعدة حلفائه المتدينين والمتطرفين من خلال محاولة تهجير عائلات فلسطينية من داخل الخط الأخضر في القدس المحتلة ، وتحديدا في ” حي الشيخ جراح “كانت بداية الشرارة التي أحرقت أصابع نتانياهو ووصلت مباشرة الى قطاع غزة الفلسطيني.
٢. ولكن الذي أغرى حلفاء نتنياهو من متطرفين ومتدينين وعنصريين يهود هو دعم نتنياهو لهم في حي الشيخ جراح .فقرروا المضي قدماً من خلال اقتحام باحة المسجد الاقصى والدخول فيه . وفي ليلة القدر تحديدا .وبطريقة استفزازية وعنصرية تخللتها انتهاكات كبيرة ضد المصلين وضد معالم المكان المقدس وساندتهم بها الشرطة الإسرائيلية بشكل شرس ومتعمد جعلت مقاتلي المقاومة الفلسطينية في غزة الهرولة الى الأنفاق وتسديد الصواريخ.
ولكن : لنعرف الأسباب والاهداف التي كان يعمل عليها
نتناياهو وحلفائه الجدد :
١. محاولة الشروع في تنفيذ صفقة القرن التي بموجبها منح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القدس لليهود كعاصمة ابدية لإسرائيل .وذلك من خلال تهجير الفلسطينيين منها !.
٢. هي محاولة ومناورة من نتنياهو لأفشال مهمة المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الصحفي ( لبيد) لكي تعود الأمور ثانية الى نتناياهو بعد ان يفشل لبيد في مهلة التشكيل التي مُنحت له !.
٣. محاولة من نتانياهو لخلط الاوراق في اسرائيل سياسيا وامنيا ليبقى في الصدارة فيهرب من المحاكمة بتهم الفساد وفقدان مستقبله السياسي من خلال اجراء الانتخابات الخامسة !.
بايدن ينتقم :
١. جميعنا نعرف الكراهية التي يكنها الرئيس الاميركي بايدن الى نتنياهو بسبب دوره المساند اعلاميا وسياسيا ولوبياً لصالح الرئيس ترامب ضد بايدن أثناء الحملة الأنتخابية.بدليل اهمله بايدن ولم يتصل به لاكثر من ٣٥ يوما بعد الجلوس في البيت الابيض . وهذا لم يحدث من قبل رئيس اميركي من قبل.وكذلك لم يوجه اي دعوة الى نتناياهو. بدليل ان الاخير ارسل اشارات تلو الأشارات وأهملها البيت الأبيض بأمر الرئيس . واخرها بعث رئيس الموساد الاسرائيلي الى واشنطن بحجة انه يحمل خرائط سرية عن مفاعلات سرية ايرانية وطبعا هي محاولة لاغراء بايدن ليلتقي به .وبالفعل التقى به ربع ساعة ولم تغير تلك الصور قناعات بايدن بالضد من ايران بدليل الشروع بمفاوضات فيينا .
٢. وعندما حدثت الحرب الاخيرة بين غزة واسرائيل لم يتحرك بايدن لدعم نتنياهو او اسرائيل وترك نتناياهو ليغرق اكثر واكثر في مستنقع غزة. بحيث تفاجأ العالم من برود رئيس أميركي تجاه ما يحصل في إسرائيل ( وأخطأ من توقع او قال ان بايدن اعطى الضوء الأخضر الى نتانياهو بقصف غزة وقتل الاطفال والنساء)..وعندما حوصر بايدن بأصوات اليهود في امريكا واصوات اعضاء من الكونغرس ولوبيات يهودية افتعل الاتصالات الفاترة مع نتنياهو. وعندما اشتد الضغط عليه روج الى مساعدة عسكرية لإسرائيل بقيمة ٧٥٦ مليون دولار تقريبا لمساعدة اسرائيل . ولكنه بنفس الوقت حرك من هناك السناتور الديموقراطي (بيرني ساندرز) ليقود حملة لإيقاف هذه المساعدة ومنعها نهائيا .. بحيث ذهب بايدن بعيدا عن الاحداث ولكي لا يسمع نفاق نتناياهو. فخول الرئيس المصري ( عبد الفتاح السيسي) ليقود وساطة وقف اطلاق النار.وبالفعل تم الاعلان اخيرا عن ذلك !. وهنا حقق بايدن مايلي :
١. نسف جميع قرارات ومنح الرئيس الاميركي السابق ترامب بخصوص القدس.وبخصوص التنازلات الخرافية التي وقعها ترامب لصالح اسرائيل وخارج القرارات الدولية . بحيث بات موعد انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مسألة وقت وبرغبة دولية هامة حول خطة حل الدولتين !.
٢. نتف بايدن ريش نتنياهو سياسيا ودبلوماسيا ونفسيا وجعله ( بطة عرجاء ) وبلا ريش هذه المرة. بحيث سجل بايدن على نتنياهو عطفا بأنه تحدث معه خلال الازمه. وكلف مصر لتخرجه من مستنقع المقاومة الفلسطينية ! .فعليه ان يكون تلميذا مؤدبا أمام بايدن !.
٣. حقق بايدن تعاطف دولي مع الفلسطينيين ودعم دولي نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وبهذا نسف بايدن ( صفقة القرن ) ونسف جميع أحلام ترامب وكوشنير التي وقعها الى نتناياهو خارج القرارات الدولية وخارج المنطق السياسي والتاريخي !. ٤. وضع بايدن الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل بأوامر ترامب وصهره كوشنير في زاوية حرجة…وبمعنى انه غير مسؤول عن هذا التطبيع لا سيما وهو يطلب الامارات ثأرا عندما جيشت الامارات الاعلام الاميركي واغدقت الملايين على حملة ترامب بالضد من بايدن !.
٥. وكسب بايدن مصر والرئيس السيسي ( والاخير ايضا ارسل مبلغا ضخما لدعم حملة ترامب ) ولكن بايدن اراد من مصر والسيسي بمثابة ( ماشة نار) يستعملها في الشرق الاوسط وكذلك في موضوع الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي مقابل نسيان بايدن مافعله السيسي دعما لترامب !.
نتنياهو باتَ بطة عرجاء في إسرائيل :
أصبحَ بنيامين نتنياهو في حالة يرثى لها نفسيا وسياسيا وعسكريا بعد فشل الاستخبارات الاسرائيلية في تقديراتها عن البنية التحتية لحركة حماس. والتي فاجئت اسرائيل عسكريا وسياسيا واجتماعيا وامنيا بتلك الجهوزية الخارقة والاستعداد العالي جدا الى المنازلة والأهم بأخذ زمام المبادرة منذ اليوم الأول حتى آخر ساعة من الاعلام لوقف اطلاق النار من جانب اسرائيل.. وهذا يعتبر نصرا استراتيجيا وعسكريا للمقاومة الفلسطينية ولحركة حماس .بحيث كتبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مانشيت عريض بعنوان ( ينبغي أن نقول الحقيقة ان إسرائيل هُزمت في هذه المعركة) . بحيث قبلت إسرائيل وقف اطلاق النار بلا شروط و حال تحرك الوساطة المصرية بدعم قطري ودعم المبعوث الدولي ودعم متأخر من روسيا. وفقط فرضت اسرائيل شرطاً على المصريين خوفاً من أستفزاز حركة حماس وهو ( اذا سقط صاروخ من حماس بعد وقف اطلاق النار ستباشر اسرائيل باغتيال قادة حماس) . وهو شرط سخيف يخص الجبهة الداخلية في اسرائيل .ويخص لحمة الجيش التي تداعت كثيرا خلال الحرب الاخيرة .
فالذي عجز عن اصطياد قادة حماس خلال 11يوما من الصواريخ والطائرات والسفن الحربية والمدفعية الثقيلة التي انزلت حممها على قطاع غزة ليلا ونهارا ..هل يتمكن من اغتيالهم بالظروف العادية . وان حصل ذلك سوف تكون جحيما على إسرائيل مرة اخرى !.
إلى اللقاء في الجزء الثاني إن شاء الله . د. سمير عبيد٢١ مايو ٢٠٢١