1.jpg)
الشارقة، في 24 مايو /العمانية/ أكّد كتّاب ومتخصصون في أدب الطفل أن الكاتب
والرسّام عليهما إثارة الاهتمام والدهشة في نفوس القرّاء الصغار من خلال ما يقدّمانه من
مضامين تجعلهم قادرين على طرح المزيد من الأسئلة والعثور على إجابات عنها.
وأوضحوا أن التأليف للطفل والرسم له يتطلبان مهارات كبيرة لجذب القرّاء الصغار
للكتاب وجعله رفيقا لهم.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “كتب واقعية للأطفال”، عُقدت ضمن فعاليات الدورة
الـ 12 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، تحدثت فيها
الكاتبة الدكتورة وفاء الشامسية (سلطنة عمان)، والكاتب والرسّام مات لاموث (الولايات
المتحدة الأمريكية).
وقالت الشامسية في الجلسة التي استضافها ملتقى الثقافة وأدارتها ليلى محمد: “أبنائي منبعُ
الأفكار التي أضمّنها لكتاباتي، وعملي في المجال التربوي أتاح لي الفرصة للتعرُّف على
أنماط تفكير متنوِّعة لدى الأطفال واليافعين، ما جعلني أقدّم أعمالًا مختلفة تستهدف فكر
الأجيال الجديدة ووعيها، وأن أحرص على إغناء فكر قارئي الصغير بكل ما هو
موضوعي وجديد”.
وتابعت الشامسية: “كلما كانت أفكار الكاتب متماهية مع فكر وميول الطفل فإنها ستثير
خياله وسيستمتع بها؛ فالطفل بحاجة لأن يُسأل ويسَأل، أن يأخذه الكتاب صوب رحلة خفيّة
مدهشة، لا أن يُبقيه في حيّز الجمود، وفي الوقت نفسه يجب ربط هذا الطفل مع مقدرات
ثقافته وخصوصية محيطه لا أن نفصله عنها، ويجب ترك مساحة أيضا للرسّام كي يُكمل
ما يحتاجه النصّ”.
ولفتت الشامسية إلى أنّ الرسام يواجه تحدّيات أكبر من الكاتب في مجال تأليف أدب
الطفل، قائلة: “الكاتب الجيّد يعرف ما الذي يريد الطفل أن يقرأه، فيطرح له أفكارا
تستهوي خياله وقدراته الفكرية والمعرفية، وهنا يجب على الرسّام أن تكون ألوانه
ورسوماته جاذبة وذات مضامين قوية ليستوعبها الطفل، ويشبعها بالطرفة والمعلومات؛
فالطفل يقفز من صفحة إلى أخرى بحثًا عمّا لا يراه الكبار ويراه هو وحده، لذا علينا أن
نؤمن بأن الكتابة للطفل هي محاولة لدخول عالمه لا أن يدخل هو لعالمنا ككتّاب أو
رسّامين”.
من جهته، استهلّ لاموث حديثه بالقول: “يتصوُّر الكثيرون أن الكاتب أو الرسّام يعيش في
غرفة مغلقة منعزلة عن العالم، وهذا خاطئ. المُبدع يستمدّ أفكار أعماله من محيطه، لهذا
فهو ابن بيئته ومن الصعب أن يكتب لقرّائه مضامين مُبهمة وغير مفهومة”.
وحول إثارة الدهشة لدى الأطفال قال: “أحاول رسم الشخصيات التي تثير خيال الأطفال،
فهم يبحثون دوما عن إجابات لأسئلتهم، لهذا أحرص على وضع الكثير من التفاصيل
والحبكات البصرية لأجذب انتباههم مع ترك مساحة مُبهمة كي يجدوا لها حلولًا بخيالهم،
ويمكن القول إنهم بإجاباتهم هذه يفتحون أمامي آفاقا جديدة كلّ يوم لتقديم أعمال جديدة”.
/العمانية / 174