
بغداد، في 24 مايو/ العمانية/ استبشر أصحاب المكتبات المنتشرة بشارع المتنبي في
بغداد بعودة الحياة إلى الشارع الذي يشهد اكتظاظًا بالزائرين كل يوم جمعة.
وكانت السلطات العراقية قد فرضت إغلاق المراكز الثقافية والأماكن العامة في بغداد قبل
شهور عدة بسبب تفشي وباء كورونا، لكنها سمحت بفتحها بعد انخفاض معدلات الإصابة
بالفيروس.
ويقع شارع المتنبي وسط المدينة بالقرب من شارع الرشيد، حيث تفترش الكتب جانبيه
وتنشر المكتبات والمطابع على طوله، بينما ينتهي الشارع بإطلالة تمثال أبو الطيب
المتنبي على نهر دجلة، قريبًا من المركز البغدادي الثقافي ومبنى وساعة القشلة الذي يعود
تاريخ بنائه إلى عقود طويلة.
ويعدّ الشارع الروح الثقافية والمركز الرئيس للكتب والقرطاسية لأهالي العاصمة
وللمحافظات العراقية، حيث يحتضن آلاف الكتب وبجميع مجالاتها ومختلف عناوينها
وبأسعار زهيدة مقارنة مع دول أخرى، وتتوفر كتب في الشارع لا يتجاوز سعر الواحد
منها دولارا أمريكيا واحدا. وعادة ما يزدحم الشارع كل يوم جمعة، حيث يمثل ملتقى
ثقافيا أسبوعيا للعديد من الأدباء والكتاب والرسامين وممارسي الفنون الأخرى الذين
تركوا بصمة واضحة هناك.
وفي ظل إغلاق الشارع بالكامل في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد في العام الفائت،
بدأ أصحاب المكتبات باكتساب رزقهم عن طريق التسويق الإلكتروني والترويج لعناوين
الكتب وبأسعار تنافسية، وبعضهم استثمر جائحة كورونا وحظر التجوال لترتيب مكتباتهم
وإعادة النظر في الكتب القديمة وإبرازها للجمهور. واليوم، تشهد بغداد إعادة النبض
لروح الشارع الذي بدأ يستقبل القراء من أرجاء العراق.
ويحرص عبدالله الشمري على زيارة شارع المتنبي كل يوم جمعة، إلا أن جائحة كورونا
فرضت عليه الانقطاع الإجباري، لكنه عاد إلى ممارسة هوايته المفضلة وطقسه الأثير
بزيارة شارع الثقافة كما يسميه، بعد أن أعلنت السلطات أخيرا رفع الحظر الشامل الذي
كان ليومي الجمعة والسبت.
وقال الشمري لوكالة الأنباء العمانية، إن شارع المتنبي عاد ليتنفس من جديد، وهذه المرة
عودة قوية بعد غزو جائحة كورونا الذي فرض حظرًا للتجوال عالميًّا، مما زاد من
تعطش الكثير من المثقفين والرواد لزيارة شارع المتنبي.
وأكد أن الشارع بدأت حركته تعود من جديد إلى سابق عهده، وأن الأيام المقبلة ستشهد
إقبالًا واسعًا من الكثير من الناس من أجل ممارسة نشاطاتهم المعهودة كما كانت في
السابق.
أما أبو عبدالله، وهو صاحب إحدى المكتبات في شارع المتنبي، فقال إن جائحة كورونا
أثرت على سوق الكتاب، ووضح لوكالة الأنباء العمانية أن الحركة بدأت تعود وأن
الشارع يشهد إقبالًا من الرواد بعد انقطاع عنه لفترة طويلة.
وكان شارع المتنبي يحتضن كل يوم جمعة العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية
والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كما دأب على استقبال الزوار من مختلف الفئات
العمرية والشرائح المجتمعية.
/العمانية /