ها هي الأيام يداولها الله بين الناس، وها هو عيد الأضحى المبارك لعام ١٤٤٣ هجرية تؤدى صلاته في الجوامع في بعض الولايات الواقعة تحت تأثير الحالة الجوية المطيرة التي أكرمنا بها المولى عز وجل طيلة الثلاث أيام الماضية، ولا تزال مستمرة بإذن الله في تباشير بزوال حالة الجدب التي مرت بالعديد من بلدان وولايات وطننا الحبيب، وتضرر منها البلاد والعباد، وهي امتحان من الله لعباده المؤمنين ليتعلموا الصبر على النوائب والمحن، وما أكثرها في هذا الزمن المشبع بالفتن والأهواء والمغريات ..
أدينا صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع السلطان قابوس بولاية بهلا في أجواء ماطرة مسكونة بنفحات إيمانية عاطرة..
وحفلت خطبة صلاة العيد بإيحاءات وإضاءات حول بعض القضايا العالقة في المجتمع كالرأي العام وحريته، وأمانة الكلمة ومسؤوليتها، والدعوة إلى عدم الخروج عن المنهجية الصحيحة لمسارها، حفاظاً على وحدة الصف والاستقرار..
كما تطرقت إلى أهمية تربية الناشئة على دعائم مبنية على مبادئ الدين والعادات والقيم الأصيلة، وعدم تركهم فريسة لوسائل التقنية، بما تحمله من غثٍ وسقيم، مع عدم إغفال ما تحفل به من منافع سمينة ..
وعرّج الخطيب نحو ظاهرة الطلاق الآخذة في التوسع والانتشار بما تخلفه من آثار اجتماعية وخيمة، يكون ضحيتها في المقام الأول الأطفال..
واختتمت الخطبة بشكر المغيث على نعمة الغيث التي أنعم الله بها على عباده المؤمنين تكرماً وفضلاً من لدنه إنه غفور رحيم..
وبانتهاء صلاة العيد المباركة تسابق الجميع لزيارة أرحامهم وأقاربهم تحقيقاً للمقاصد النبيلة لهذه الشريعة الدينية السامية، ولتتواصل فعاليات العيد على مدار ثلاثة أيام..
ستسيل خلالها دماء الأضاحي وتفوح رائحة مشاكيك المضبي، وتدور موائد لحوم المُقلي، وتنضج لحوم الشواء داخل حفر التنانير، في تقاليد عمانية متوارثة قلما تجد لها شبيهاً في العالم، مصحوبة بأهازيج العازي والرزحة وسائر الفنون المغناة..
هنيئاً لنا هذا الفرح المزدوج، المتجسد في مناسبة عيد الأضحى المبارك، ونعمة الغيث المنهمر من السماء التي جعلت من العيد عيدين، وكل عام والجميع في خير وفرح وسرور .
مسهريات يكتبها :
ناصر بن مسهر العلوي
السبت ١٠ ذو الحجة ١٤٤٣
الموافق ٩ يوليو ٢٠٢٢م