” رثاء “
طفولة .. شباب .. ثم رجل يُعتمد عليه في كل المواقف ، الحياة مراحل ، وكل مرحلة تمضي تقودنا إلى الرحيل ، الحياة تفاصيل وكل تفاصيلها تسير بنا إلى خط النهاية .. إلى الفراق الأبدي .. وتبقى الذكريات تلازم الحزن على الفقد الغالي .. أااه يا دنيا هل نبكي على من رحلوا عنا ، أم نبكي على أنفسنا بأننا راحلون لا محالة .. أنني أكتب هذه الكلمات بدموع الأسى والحزن لموت الأب الروحي ومعلم الأجيال في بلدة قصبية ألبوسعيد، سالم بن خادوم القرطوبي ، فوالله أنها تتوقف الكلمات وتعجز العبارات عن هذا الأنسان وماله من فضل بعد الله على عموم أبناء القبيله كافه من تعليم وتوجيه وأرشاد ونصح ، فكان رحمه الله يتصف بالخلق والأدب والرحمة .. وقد تعامل مع الجميع كأخوته وأبنائه واكثر .. إجتماعيًا وداعمًا للشباب والرياضة ، وما قدمه لفريق ( الأهلي ) لم يستطيع أعضائة نكران تضحياته .. رحل أحد أهم داعميه .. يا له من عشق لقصبية ألبوسعيد وفريقها العريق .. أيها الكريم البلدة كلها ثكلى لوداعك .. وحكاية سوق السمك بولاية الخابورة هي قصة أخرى ، تجده هادئًا ، متواضعًا ، متسامحًا .. يبيع بأقل سعر عن بيع الآخرين .. يكسب زبائنه بابتسامته ورحابة صدره .
رحل ” أبو علي ” بعد صراع مع المرض ، ولكن لم ترحل عنا ذكرياته الطيبة .. رحل ولا نملك بعد رحيله إلا الدعاء .. فرحمك الله يا صاحب القلب الطيب .. والى جنات الخلد لتنعم مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا .. نحسبك كذلك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحد ..وكذلك نعزي أهله كافة ونقول: أحسن الله عزاكم وغفر الله لميتكم وألهمكم الصبر والسلوان .. ونحيطكم علمًا أن مصيبتكم هي مصيبتنا جميعًا .. ولا يسعنا إلا أن نقول أن القلب ليحزن ، وأن العين لتدمع وإنا على فراقك يابو علي لمحزونون .. ( ولا نقول أيضًا إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون ).
خليفة البلوشي