القاهرة في 11 يونيو /العمانية/ عادت التساؤلات من جديد في مختلف
الأوساط الثقافية، حول مستقبل النشر في مصر والوطن العربي مع اقتراب
أعمال الدورة الجديدة القادمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر
إقامتها خلال الفترة من 30 يونيو الجاري وحتى 15 يوليو القادم، بمركز
مصر للمعارض الدولية، تحت شعار “في القراءة حياة”.
وتعود هذه التساؤلات بسبب تكبد قطاع النشر العربي الكثير من الخسائر مع
استمرار جائحة كورونا التي تسببت في تراجع مبيعات الكتب، بنسبة
75%، خلال الربعين الأول والثاني من العام 2020 مقارنة بالعام السابق،
ونتج عن ذلك إلغاء عدد كبير من الفعاليات ومعارض الكتب، وكان تأثيره
كبيرا على سوق النشر في العالم العربي.
واستطلعت وكالة الأنباء العمانية الأمر عبر نخبة من الناشرين والأدباء،
أجمعوا على استثنائية الوضع، وسط الظروف المتراكمة التي مرت بها
صناعة النشر ليس في مصر فحسب، وإنما في الوطن العربي بأكمله،
وطالت آثارها المؤلف والناشر والقارئ، فهي لم تقتصر على جيل بعينه، بل
جابت المدارس والجامعات والوسط الثقافي ككل.
ورفض رئيس اتحاد الناشرين العرب، الأستاذ محمد رشاد، فكرة أن
الظروف الوبائية لها دور أساسي في الابتعاد عن القراءة رغم ما تواجهه
معارض الكتاب من أزمة وتحديات كبيرة في مصر والعالم العربي، مؤكدا
أن عودتها ستسهم في إنعاش حركة المعارض خاصة أن مبيعات الكتب
بالمكتبات المفتوحة سجلت انخفاضًا يصل إلى 90% مقارنة بالمبيعات قبل
الأزمة.
وقال الأديب محمد الحمامصي: “لقد تأثرت صناعة النشر تأثرا واضحا
بجائحة كورونا، حتى إن الإصابة يمكن أن تكون في مقتل، فعلى الرغم من
انتشار النشر والتسويق الإلكتروني وبدء الناشرين في العمل على ذلك، إلا
أن المجتمعات العربية لم تدخل بعد عالم الفضاء الإلكتروني بشكل يسمح
للناشرين لإقامة سوق فعالة ومريحة بالنسبة إليهم” مؤكدا أن معرض القاهرة
للكتاب الأكثر إقبالا، وأنه حتما سيسهم في إنعاش النشر رغم اعتقادي بأن
الناشرين سيعتبرون إقامة المعرض هذه المرة بمثابة جس نبض للإقبال
الجماهيري”.
وعبر الناشر أحمد عباس من “دار عناوين” بالقول: “إن الإعلان عن إقامة
معرض القاهرة الدولي يعد بارقة أمل للعاملين في حقل صناعة النشر في
مصر فهي قلب صناعة الثقافة في الوطن العربي، والمعرض هو الأضخم
من حيث عدد الدور المشاركة والرواد الزائرين “.
وأضاف في حديثه لوكالة الأنباء العمانية: “إن هذا الافتتاح يشكل تحديا
ثقافيا للآثار التي خلفتها الجائحة، وما ترتب عليها من احترازات ألقت
بظلالها على كل مناحي الحياة، وحالة الشلل التي أصابت الوسط الثقافي
نتيجة توقف الفعاليات والأنشطة، وأن هذا المعرض سيظهر مدى تغير
مزاج القارئ والمثقف العربي”.
ويقول الناشر محمد البعلي “دار صفافه” أتوقع أن تنجح الدورة الجديدة
لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في إلقاء حجر في بحيرة النشر المصري،
التي تعاني من الركود منذ شهور، حيث يتوقع أن تصدر عشرات وربما
مئات الإصدارات الجديدة، كما يتوقع أن يزور مئات الآلاف من القراء
والمهتمين معرض الكتاب لشراء ما يحتاجونه من أجنحة دور النشر، سواء
من الإصدارات الحديثة، أو التي مرت فترات على صدورها، حيث يمثل
معرض القاهرة للكتاب دوما قناة مهمة لربط القراء بكتبهم وناشريهم
المفضلين، خاصة مع تراجع أعداد المكتبات، ومنافذ توزيع الكتب في
مصر، خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يزيد من أهمية المعرض
كملتقى يربط القراء بالناشرين مباشرة.
لكنه يتوقع في الوقت نفسه أن يواجه المعرض مجموعة تحديات، تتمثل في
المخاوف من فيروس كورونا، وتعديل طريقة بيع التذاكر، وانشغال قطاع
من الجمهور من الشباب والعائلات باختبارات المدارس، وبعض الشهادات
الجامعية، وبالتالي فإن التسويق للحدث سيحتاج إلى جهد أكبر من كل عام،
ومختلف نوعيا أيضا، خاصة وأن هذه الدورة ستقام في الصيف على غير
المعتاد.
/العُمانية/
ش ش