جاء ارتفاع فواتير الكهرباء لشهر يونيو ٢٠٢١م هدية دفعها المستهلك الغلبان للشركات العاملة في هذا الشأن ، وبدلاً من أن تكون الهدية من التاجر الثري المليان، دفعها المستهلك الحليان، وعوضاً عن قيام البائع للخدمة بتقديم تسهيلات محفزة للمشتري تخفف عنه حدة جائحة كورونا وما سببته ولا تزال من وفيات وإصابات وأضرار صحية واجتماعية ومادية.. بالإضافة إلى آثار الضرائب ورفع الدعم عن الخدمات وندرة الوظائف والتسريح وغيرها من الأزمات..جاءت لتقصم ظهره بفاتورة ثقيلة لا طاقة له بها بعدما طحنته تلك الجائحة والضرائب العصيبة والمتقاربة..
وجاء بيان هيئة تنظيم الخدمات العامة فاقد الطعم والرائحة، فلم يأتي بحلول فاعلة أو تشخيص جذري للمشكلة، ولم يخرج عن الديباجة المعهودة التي تتبناها الجهات المعنية، وتبدأها بعبارتها المشروخة أنها تابعت باهتمام بالغ ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي.. وأن على كل متضرر تقديم شكواه كلاً على حده، وأنها قامت بمراجعة طرق أخذ القراءات، وأنها وأنها..
متجاهلة أن الشكاوي عامة، وأن التذمر وصل إلى مرحلة لا تستويه مثل هذه البيانات المفبركة، وأن هذا المزمار لم يعد يطرب أهل الحي الذين يترقبون حلولاً عملية مقبولة، كإلغاء تعدد طرق احتساب قيمة الوحدات، وتقليص عدد الشركات العاملة في هذا القطاع، وخفض كلفة التشغيل..
وليتنا نلمس ولو مرة واحدة اعتراف المسؤولين بأخطائهم وجوانب القصور لدى المؤسسات التي يتربعون على كراسيها الوثيرة، وليتنا نسمع ذات مرة عن محاسبة أحد، ولو لجبر خاطر، أو عتاب من بعيد..
ما كنت أرغب في كتابة هذه السطور المؤلمة ونحن في أيام عيد وفرح لولا أن تسعيرة فاتورة كهرباء منزلي للشهر الماضي زادت عن سابقها ضعفين، بدون فارق في أنماط الاستهلاك فاشتد الأنين، وخضت مع الخائضين، رغم يقيني بأن الشكوى مذلة إلا لرب العالمين، فخليكم في بيوتكم قاعدين، وبالمصباح والمروحة قانعين، وعن مكيفات الهواء مبتعدين، حتى لا تنخر عظامكم وتصحر جيبكم المسكين، ورحم الله زمان الطيبين، يوم كانت الفاتورة لا تزيد عن الثلاثين.
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي / ولاية بهلا
١١ ذي الحجة ١٤٤٢
٢١ يوليو ٢٠٢١ م