ذهبت بأفكاري إلى أيام حزينة مرت من عامي ٢٠٢٠ – ٢٠٢١ حين تسلل كورونا إلى عمان ، ورويدًا رويدًا بدأ يستفحل ، انتشر في كافة المحافظات والولايات ، وخطف أفرادًا من وسط العائلات .. وحين أجلس بين أربعة جدران في غرفتي المتواضعة متقيدًا وملتزمًا بقرارات اللجنة العليا المعنية بمتابعة تطورات جائحة كورونا ينتابني شعور الفراغ الذي يغير المزاج .. هدوء تام يلازم المكان .. شيء من الملل يغير النفسية بين حين وأخر .. رحلة تفكير عميقة وأوراق مبعثرة على السرير وبقايا طعام ( مكسرات وبعض الحلويات ) ألقيت هنا وهناك ، فيما تحورات كورونا تلقي بضحاياها على أسرة المستشفات ..وجهت مرصدي إلى عام ٢٠٢٢ المقبل علينا وآمال بأن تعود البسمة إلى عالمنا الحزين المثقل بالأحزان منذُ ظهور فيروس كورونا .. لا أخفي أن الدمع دفن على كل الأماكن بالوطن الغالي عمان ، على أحبة فقدانهم في العام غير المأسوف على رحيله في أيامه الحزينة وعلى عدد من أصدقائي الذين طواهم عام ٢٠٢٠ .. وأصبحت الأرقام فلكية حتى منتصف عام ٢٠٢١ .. فكم من شخص فقد ( أبًا أو أمًا أو جد أو جدة أو أخًا أو أخت أو أبن أو أبنه أو عم أو عمة أو خال أو خالة ) كما أن وباء كورونا خطف منا أصدقاء أعزاء لم يكونوا مرضى ولم يعانوا أي ضعف أو سقم .. كورونا الخطير وصل بنا إلى حد أننا لا نستطيع عند الفقد أن نحظى بفرصة توديعه أو الصلاة عليه ، ولا حتى إقامة مجلس العزاء .. في زمن كورونا صرنا في حالة جديدة غير مألوفة ، ابتعدنا فيها عن طقوس أعيادنا ، حتى صلواتنا انتقلت من المسجد إلى منازلنا ، الناس ما زالوا ملتزمين بإجراءات التباعد الجسدي التي توجبها الجهات المختصة استحابة لدواعي المحافظة على الصحة ، في زمن كورونا ودعنا رمضان والأعياد والخلان والأحبة بحزن الفراق .
عند منتصف الليل طويت أحزاني ، ومسحت دمعي تصاحبها دعوة صادقة أن يرفع الله عنا هذه الغمة التي تخيم علينا كالسحابة السوداء المثقلة بالهموم .. لملمت أوراقي ورتبت كل أشيائي المبعثرة وخلدت للنوم راجيًا من الله بأن تشرق الشمس ونرى سحابة الحزن قد انقشعت ، ونشاهد الحياة تعود إلى طبيعتها السابقة وأحسن وأجمل ، فهو القادر على كل شيء ” اللهم اجعلنا مقبولين بكرمك مكفولين بذكرك مشمولين بعفوك وفائزين برضاك “
بقلم: خليفة البلوشي