متابعة : خليفة البلوشي
تتعاقب الأيام ، وتتطور معها الأحداث ، بعضها النافع ، وبعضها الضار ويسبب الأذى للناس ، ومن الأحداث الخطيرة التي نشاهدها تنتشر معنا في عمان هي ظاهرة ( التصوير في الأماكن الخطرة ) فنرى شاباً يلتقط صورة على حافة ووسط الأودية ، وأخر على قمة جبل شاهق في الارتفاع ، وثالث يأخذ صورة في الأماكن التي تتواجد فيها الحيوانات المفترسة ، والحقيقة ﻟﻢ ﯾﻌﺪ اﻟﻤﺼﻮرون اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﻮن وﺣﺪهم من ﯾﻤﺘﻠﻜﻮن اﻟﻜﺎﻣﯿﺮات اﻻﺣﺘﺮاﻓﯿﺔ ﺑﻌﺪساتها اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، إذ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻌﺪﺳﺎت ﻓﻲ أﯾﺪي الهواة بالرﻏﻢ من أﺳﻌﺎرها باهضة الثمن ، رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﺸﻖ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ هو داﻓﻊ اﻟﺒﻌﺾ ﻻﻗﺘﻨﺎئها للذكرى ، أو رﺑﻤﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ﻇﺎهرة ﻋﺸﻖ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ صار موضة هذا العصر ، ولكن هذه الموضة قد تتسبب في حدوث إصابات أو تصل للوفاة .. نعم قد تكون الصورة جميلة ، ولكن الحياة أجمل ويجب المحافظة عليها ، دعونا نتابع بعض الآراء في هذا الموضوع :
ناصر بن عبدالله القريني قال : لا شك أن ظاهرة التصوير في الأماكن الخطرة ظاهرة غير طيبة ، والشخص الذي يقدم لمثل هذا العمل ، والذي ربما سيسبب له التهلكة يفضل الرجوع عنه ، نعم هو يريد أن ينفرد بصورة جميلة ويتميز بها للذكرى ، ولكن ما فائدتها لو كلفته حياته وبالتالي سيجعل الأسى والحزن يلازم قلوب أسرته وأصدقائه ، ظاهرة سيئة في حقيقة الأمر ، والمحازفة والمغامرة والتهور فيها تعتبر انتخار ، وأضاف القريني كذلك الشخص الذي يقدم بهذا التصرف يعرض حياة الأخرين أثناء انقاذه من الموقف الخطير الذي وقع فيه ( لا سمح الله ) ، وكم من الحالات شاهدناها في هذا الجانب وأتمنى من الجميع أن يعي لخطورة هذا العمل ، ونصيحتي لكل من يقدم على أي عمل فيه نوع من المخاطرة الرجوع عنه ، وأن يستخدم حواسه الخمس كطوق للنجاة وليس للهلاك ، والجزاء عند الله أكبر لمن يؤذي أو يقتل نفسه متعمداً .
وقالت رحاب بنت سالم القطيطية في بداية المقال نطرح سؤلا, ما فائدة الاحتراف و يقابلها خسارة ارواح ؟
لا اختلاف ان المصور يحتاج إلى اكتساب مهارات جديدة ومختلفة في التصوير و يجب علية ان يدقق و يختار الزاوية المناسبة للصورة بهدف تطوير هواية لدى الشخص و فتح افاق عديدة حتى من الممكن ان يصبح مصدر دخل لهذا الشخص لا مانع ان كانت الامور تسير وفق الانضباط و لا مانع في تجربة اشياء جديدة كمصور ولكن اليوم نتحدث عن شائعه يجب التركيز و الوقوف عندها الا و هي التصوير في الاماكن المرتفعة و الخطيرة بهدف تجربة و مغامرة جديدة ولكن هذا المفهوم الخطأ يجب الا يستمر لدى الشباب , ف الشباب هم العمود الذي يرتكز عليه أي مجتمع في هذا العالم ويحددون مستقبله، فالفئات الأخرى كالأطفال والمراهقين وكبار السن يعتمدون عليهم، فمستقبل أسرتهم وبلادهم بين أيديهم، ودورهم يكمن في التجديد والابتكار والتطوير والحفاظ على المجتمع، قيادة المجتمع وابتكار المهارات وتطوير التكنولوجيا، رفع مستوى التعليم والسياسة والسلام في البلاد، كما لهم دور في الحفاظ على ثقافة البلد وعاداته والقيم التي يرتكز عليها المجتمع، إضافة للمشاركة الفعالة في المشاريع التنموية , فلا يجب الاستهتار اليوم ب روح شبابية و يجب على الشباب ادراك انه روحه امانه فلا يستهان بالأرواح.
أما راشد بن علي القرطوبي فقال : من وجهة نظري المتواضعة : لابد من تقديم النصح والارشاد لإولئك المتهورين متبعي التصوير في الوقت الغير المناسب والأماكن الخطرة ، يجب بصراحة وضع قوانين صارِمه تخص كل موقع وخاصةً أثناء الإعلان بأن هناك منخفض أو ماشابه ، ذلك بالامتناع عن زيارة مواقع الخطر لمنع حدوث أي أمرٍ طارئ كالوديان الجارِفه ، وغيرها..ونصيحتي لكل مواطن ومقيم توخي الحيطة والحذر لما فيها خطر على الأنفس والأرواح ، ويجب على الجميع المحافظة على نفسه وعائلته والابتعاد عن التصوير والمجازفة التي لا تعود علينا إلا بالندم والحسرة والحسافة على ذلك ، وعلى كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة أن يستفيد من وجوده في أعمار البلاد دون افسادها ، ونصح الصغير دون تعليمهم الأشياء الخاطئه واجبه علينا ، ولا نجعل من صورة تنهي حياتنا وحياة من حولنا ، الله يحفظ الجميع من كل مكروه .
فيما قالت أمل بنت سالم الحوسنية : محبين التصوير دائماً يرغبون في الحصول على صور مثالية ومميزة ، بحيث يغامرون بأرواحهم في الأماكن الخطرة .. وتتضمن سلوكيات البعض تغطية أحداث ناتجة عن تساقط الامطار أو مجاري الأودية أو تسلق الجبال على الرغم مما قد تتسبب فيه هذه التصرفات من حوادث كارثية ومؤسفة من غرق وتصادم وتدهور ، وندعو الجميع إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات التي تصدرها الجهات المعنية التي تستهدف الحفاظ على أرواحهم، فما فائدة الصورة الجميلة وهناك أب وأم وأخوة وأحبة وأصدقاء تعتصر قلوبهم ألماً في كل لحظة على فراق عزيز عليهم ، لا قدر الله .