أصدرت دار سائر المشرق في بيروت الطبعة الأولى لكتاب “التربية المواطنيّة في الأنظمة التعليمية العالمية” للكاتب الدكتور حميد بن مسلم السعيدي، وهو يُعد الإصدار الرابع للكاتب في مجال المواطنة، ويركز الكتاب على التربية المواطنيّة في الأنظمة التعليمية.
وتأتي أهمية الكتاب من خلال الاهتمام الذي جاء في ظل التغيّرات المتعدّدة التي شهدها العالم، خاصة مع ظهور العولمة وشبكة الإنترنت العالمية التي اختزلت العالم في قرية صغيرة، واستطاعت أن تجتاز كلّ الحدود الجغرافية والسياسية، مما نتج عنه حوار إيجابي بين الشعوب والحضارات، أدّى أيضًا إلى انتقال العديد من القيم والمبادئ والمعتقدات عبر الحدود والتأثير على الثقافات المجتمعية، وبالتالي تبلوّر ثقافة عالمية مشتركة. كان له أيضًا تأثير في تزايد الاهتمام بالتربية المواطنيّة، وإيجاد منظومة تربوية تحقّق المواطنة الفاعلة من منظور الحقوق والواجبات، وتقوّي صلة المواطن بأرضه ووطنه. إذ لا تجد الدول أمامها من سبيل سوى بناء نظام تعليمي يقوم على التربية المواطنيّة التي تنبثق أفكارها من مبادئ المجتمع وأعرافه وقيمه، وتسعى إلى إرساء علاقة بين المواطن والدولة قائمة على الحقوق والواجبات والمشاركة.
ويهدف الكتاب إلى قراءة وتحليل البرامج التربوية في مجال التربية المواطنيّة في الأنظمة العالمية والتعرّف على مضامينها ومداخلها، بما يساعد على الحكم على مدى فاعلية التربية المواطنيّة في الأنظمة التربوية المحلّية، ومدى تضمّنها للعديد من المداخل التربوية الهادفة، وفي الوقت ذاته تقدّم رؤيةً تربوية لها أثرها لدى الباحثين والمختصّين في مجال التربية المواطنيّة. لذا جاء هذا الكتاب ليقدّم قراءة نقدية للعديد من الأنظمة التربوية العالمية من مختلف دول العالم، إلى جانب قراءة للواقع العُماني في التربية المواطنيّة، بما يتيح للقارئ التعرّف على هذه الأنظمة والمقارنة بينها والتعرّف على مضامينها ومميّزاتها.
ويتكوَّن هذا الكتاب من فصلَين: الأول بعنوان “الاتّجاهات العالمية والعربية في التربية المواطنيّة” ويتضمّن خمسة عشر نظامًا تعليميًا عالميًا وعربيًا، والثاني “التربية المواطنيّة في النظام التعليمي بسلطنة عُمان”. ويهدف الكتاب إلى تقديم مقارنة بين الأنظمة التعليمية في مجال التربية المواطنيّة، بما قد يشكّل إضافة للمكتبة العُمانية والعربية، ورؤية معرفية للباحثين والمختصّين في مجال التربية المواطنيّة، ويخدم العمل التربوي ويساهم في تطويره.