حرب الطاقة
تتصاعد الأحداث يوماً بعد يوم، في الإقليم وحول العالم، اللافت أن رغم انشغال الدول العظمى في حروب لا يُعرف لها نهاية في ظل غياب العقلاء، ربطاً مع دعمهم الكبير للحلفاء، يواصل الكيان الصهيوني عربدته من خلال تلويحه بشن حرب على لبنان بخصوص حقل كاريش المتنازع عليه للغاز.
إذاً هي حروب الطاقة، حروب الاقتصاد، أينما اتجهنا الحروب تحكمها المصالح، لأن القوي هو الذي يملك، ومن يملك هو الذي يتحكم، لكن السؤال المهم، هل استغل الكيان الصهيوني الأحداث الإيرانية الجارية، وأسقط على أساسها تهديداته معتقداً أن الأمور ستكون بنهايات غير سعيدة ما يؤثر سلباً على حلفاء إيران في لبنان والمنطقة؟ سؤال تتبين إجابته في تطورات المنطقة المرتبطة بعضها ببعض.
مجلس أمن أم تأديب
ينذر الوضع الحالي من خلال الأزمة الأوكرانية أن العالم بأكمله على صفيح ساخن، لكن في سابقة خطيرة تهدد منظومة القانون الدولي برمّته، هناك تصريحات علنية تطالب بإلغاء عضوية روسيا من مجلس الأمن، وهي عضو أصيل ومن الأعضاء الخمسة الدائمين، وهذا التلويح خطير للغاية لا لجهة تنفيذه لأن إمكانية تحقيقه مستحيلة، لكن مجرد التلويح به يعني أن هناك ضعف في بنية القانون الدولي، ومن يتحكم بالعالم يسن القوانين، إذ يبدو أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية هو صاحب اليد الطولى في هذا الأمر، ولهذا الأمر تداعيات على المديين القريب والبعيد.
زوارق الموت
رغم أن الحادث مضى عليه بضعة أيام، لكنه لا يزال يتصدر العناوين والأخبار الدولية، وهو غرق عائلات بأكملها على سواحل مدينة طرطوس السورية، قادمين من لبنان في طريقهم إلى إيطاليا، وكما نعلم وقال لنا أجدادنا، “البحر غدّار”، فليعذرونا ويسامحونا، لأن الغدر جاء من أقرب الناس إلينا، جاء من انعدام أمننا في وطننا، ومن حرماننا من أبسط حقوقنا وجوعنا رغم خيرات بلادنا الكثيرة، رحم الله شهداء الباحثين عن وطن في زحمة الحروب التي لا يبدو لها نهاية.
رشقات قطانية يكتبها : عبدالعزيز بن بدر القطان