قد حثنا الله تعالى و رسوله – عليه الصلاة والسلام – على الصبر فقد ذُكر الصّبر في القرآن الكريم و السنة النبوية و ضرب الله أمثله عظيمة في الصبر كصبر الأنبياء و الرسل في قولة تعالى في سورة الأحقاف: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ}.[١]،كانت حياتهم مليئة بالتحديات و العقبات المؤلمة و القاسية من أقرب و أحب الناس إليهم لكن مع ذلك كانوا على ثقة و يقين بأنّ هذه التحديات و العقبات سوف يفرجها الله عليهم، و فرج الله يكون دائمًا عظيم و جميل ليس له مثيل يخمد تلك الأحزان و الآلام التي مرت عليهم طيلة تلك السنين الطويلة و أبرز الأمثلة على الصبر : صبر سيدنا أيوب عليه السلام فقد يضرب فيه المثل دائمًا بقول: ( يا صبر أيوب ) لقد أنعم الله عليه بالمال و البنين و الرزق الكثير فكان من أغنى الناس لديه ملك عظيم جدًا جدًا وكان يعيش حياة سعيدة و جميلة لكن الله إذا أحب عبدٌ من عبادهِ ابتلاءه حيث أن الله أنزل البلاء على سيدنا أيوب و سلب منه الملك بأكمله و ابتلاءه الله بمرض قوي حتى ظن الناس أن سيدنا أيوب أرتكب ذنب فعاقبه الله على ذنبه في جسده جعله طريح الفراش لا يقوى على النهوض للعمل أصبح فقير جدًا و مات جميع أبنائه تخلى عنه الجميع الا زوجته فقط هي التي بقت بجاوره تساعده صابرة و محتسبة بالله أن هذه الأيام سوف تمضي ان شاء الله فقد كانت تجلب له الطعام و تعمل كخادمة في المنازل و لكن عندما ازداد وضع سيدنا أيوب سواءً طُردت من العمل و خاف الناس أن تنقل لهم العدوى تعسر وضعهم جدًا و أصبحت زوجته بلا عمل لا تستطيع جلب الطعام ففي يومٍ من الأيام قامت بيبع ظفائرها حتى تشتري لهم الطعام ثم دخلت على سيدنا أيوب بالطعام تعجب عندما رأى الطعام فسألها كيف حصلتي عليه فأجابته ثم دعاء ربه قائلًا ” إني مسني الضر وانت ارحم الراحمين” و فأوحى الله إليه أن يضرب برجله على الأرض فخرجت عين ماء أغتسل و شرب منها ثم عافاه الله و أعاد لهم جميع الملك و النعم و البنين و زادهم أضعاف ما صبروا جزاء صبرهم و إيمانهم العظيم و يقينهم بالله فعندما تسمع هذه القصص سوف تعلم أنك لست الوحيد الموجود في هذا العالم الذي كان وما زال يمر بظروف صعبة و يعاني منها لذلك هون على نفسك بالصبر و التحمل يعلمك الصبر الإيمان بإنّ الله يريد لك الخير و اليُسر و العوض الجميل فلا بد منك أن تعيش هذه الابتلاءات التي تواجهك رغم قوة ألمها و صعوبتها بكل رضى مع الثقة بالله الذي يريدك أن تتوكل عليه في أبسط أمور حياتك و أعظمها و تجعله هو الأساس بحيث تعلق قلبك به وحده لأن جميع النعم من مالٍ و بنينٍ زائلة لها وقت محدد ثم تفقدها و يبقى الله الواحد الأحد الذي لم يولد و لم يلد، لذلك يجب عليك يا أيها الإنسان أن تصبر على البلاء مهما كان أسبابه و مهما قست عليك الحياة أيضًا و لا تيأس أو تخف الله هو المسؤول عن حياتك يدبرها بحسن ما تتمنى لا تقلق و تظن أنك غارق ثم يفاجئك الله بلطفه و رحمته عليك فلا تستعجل دع الأمور تجري كما أراد الله لها لا تعترض على القضاء و القدر لانه بيد الله لن يفوتك شيء سوف تحصل على ما تتمنى فقط أصبر و تمهل و الله عِدلّ في قضائه وقد بشر الله الصابرين في الدنيا بالثواب و الأجر العظيم أما في الآخرة لهم المنازل العالية في الجنة، و بالبصر تستطيع تحقيق ما تريد لأنك سوف تعمل و تبادر و تخطط و تفعل الصواب و تبتعد عن الأخطاء لترى النتائج تعلم أن تصبر لأن الحياة لن تُجلب لك دومًا ما تريد على طبقًا من ذهب إلا إذا صبرت.
غفران بنت صالح الهدابية