يتفق كل علماء الإسلام بأن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس فقيهاً، لكنه هو من علّم الفقهاء، وهو مبلغ رسالة الإسلام النابعة من حكم شرعي، لا اجتهاد بشري.
حتى ما خرج عن اجتهادٍ عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فإن هذا الاجتهاد سددّه الله تبارك وتعالى، وأصبح جزءاً من التشريع الإسلامي، وكما نعلم أن القرآن الكريم نزّل الأحكام بالتواتر.
الفقه هو اجتهاد العقل المسلم في فهم النص، وهذا الاجتهاد قد يكون صحيحاً في حال تكاملت أدواته، وكان المجتهد لديه فطنة الفقيه وعقله وقلبه، أي إخلاص النية لله وهو يبحث في الأحكام الفقهية، بعيداً عن الترويج لمذهب أو إمام أو سلطة، وإنما يريد أن يستنبط حكم الله من خلال بذل الجهد في سبيل هذه الغاية.
قالوا عن الاجتهاد: هو بذل الوسع والطاقة، في الوصول إلى حكم شرعي.
التشريع فقط ما جاء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال كتاب الله تبارك وتعالى، والسنة النبوية الشريفة.
يظل خطاب التشريع في دائرة، ويظل الفقه في دائرة أخرى، ولذلك خطاب التشريع لا يقبل إلا التقسيم إلى أحكام تكليفية، أما المذاهب الفقهية تُقسم إلى عشرات المذاهب، ولذلك وجدنا الأئمة الكبار.
عبدالعزيز بن بدر القطان